اتهم الرئيس السنغالي عبد الله واد، حكمت زيد ممثل حركة فتح في المحادثات التي جرت قبل عدة أيام بينها وحركة حماس في داكار بالتعنّت، وعدم الصدق، ومحاولة قطع الطريق على أي اتفاق يمكن التوصل إليه بين الحركتين، في حين امتدح حماس لأنها كانت صادقة، وتصرّفت بمسؤولية عالية في ذلك اللقاء، كما قال. ونقلت صحيفة القدس العربي اللندنية عن ما أشارت إليها على أنها مصادر فلسطينية مطلعة، في عددها يوم الخميس (12/6)، أنّ لقاء وفدي حماس و فتح ، الذي تم برعاية الرئيس السنغالي وحضوره، كان ساخناً وصريحاً ، حيث قال الرئيس واد للوفدين بحكم خبرتي القانونية باعتباري محامياً (كان محامي الثورة الجزائرية)، واطلاعي على النظام الأساسي الفلسطيني؛ تبيّن لي أنّ حكومة إسماعيل هنية، من حركة المقاومة الإسلامية حماس هي حكومة شرعية، بصفتها حكومة تصريف أعمال، وأن حكومة الدكتور سلام فياض غير شرعية . وبحسب مصادر فلسطينية، فإنّ الرئيس السنغالي كان يقرأ نصوص القانون الأساسي أمام الوفدين، وقال رغم هذه القناعة، فإنني أحاول الوصول معكم إلى حل وسط ، على حد قوله. وتشير المصادر التي استقت الصحيفة منها المعلومات في دمشق، التي طلبت عدم الكشف عن اسمها، إلى أنّ المهندس حكمت زيد رئيس وفد حركة فتح كان متعنتاً للغاية، ورفض في البداية مبدأ إصدار بيان مشترك يوقّع عليه الطرفان، ولكن مع إصرار الرئيس السنغالي على ذلك، وافق زيد على صدور البيان، مع اشتراط عدم الإشارة إلى أنه جرى حوار بين وفدي فتح و حماس ، والاكتفاء بالقول أنّ الرئيس استمع من الوفدين كل على حدة، وهنا، قالت المصادر التي تحدثت للصحيفة إنّ الرئيس انفجر في وجه زيد غاضباً، وقال له إنني أصرّح بما أريد، ولا أسمح لك بأن تطلب مني تزوير الحقائق، وإنه ليؤسفني أن أصارحك بأنك لم تكن صادقاً معنا، فقد ادعيت أنك مفوّض، ثم بدأت تتهرّب وتتنصّل من مسؤوليتك، فأنت لم تأت بنية الاتفاق، وإنما لقطع الطريق على أي اتفاق ، كما ورد. ووفقاً للمصادر نفسها؛ أضاف الرئيس السنغالي موجهاً كلامه لزيد؛ أنتم تلعبون لعبة أكبر منكم، وأنا أعرف من وراءكم، وماذا تريدون، وإذا لم تتجاوبوا معنا (موجّها الكلام لوفد فتح)، سأخرج إلى الإعلام، وأعلن أنّ حواراً جرى بين الطرفين، وأبرز الوثائق الخطية والصور التي تثبت ذلك، وأحمّلكم مسؤولية الفشل ، على حد قوله. وزادت المصادر المقربة من حماس بحسب صحيفة القدس العربي قائلة، إنه بعد أن توقف الرئيس السنغالي أكمل الحديث عنه وزير خارجيته شيخ تيجان جاديو قائلاً لقد نصبتم لنا فخاً، وحضرتم بنية عدم الموافقة على أي شيء مخفين أجندتكم، لقد ادعيت (يقصد حكمت زيد) أنك مفوّض، ولكن كنت تعود للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في كل شيء . وقال الرئيس السنغالي بصراحة، أريد التنويه بأنّ حماس كانت صادقة معنا، وتصرّفت بمسؤولية عالية، فأرسلت وفداً مفوضاً ورفيع المستوي (القياديان عماد العلمي، محمد نصر، وهما عضوا المكتب السياسي)، وكان سلوك الوفد جاداً، وتعاملوا بمسؤولية وطنية تجاه كل الاقتراحات، بما فيها الاقتراحات المجحفة ، على حد وصفه. ومضت المصادر قائلة إنه أمام هذه الوجبة الساخنة من النقد اللاذع ، اضطر حكمت زيد، والسفير في داكار جبر أبو النجا، إلى الموافقة على البيان المقترح ووقّع زيد عليه محرَجاً .