حذّر حركة المقاومة الإسلامية حماس من مخاطر ما وصلت إليها الأوضاع الصحية في قطاع غزة بسبب انعدام الدواء الناتج عن استمرار الحصار، مؤكدة أنها ستعمل لرفع الحصار بطريقتها إذا لم يتجاوب العالم مع مطلب رفع الحصار. وقال الدكتور سامي أبو زهري، المتحدث باسم الحركة في تصريح صحفي له: إن معاناة المرض في قطاع غزة هي معاناة متفاقمة، حيث بلغ عدد شهداء الحصار من بين المرضى الذين توفوا لعدم تمكنهم من الخروج للعلاج في الخارج أو لجهة عدم وجود الأدوية اللازمة في الداخل 178 حالة حتى هذه اللحظة، وقد عرف شهر ماي 2008 ارتفاعا غير مسبوق في عدد الشهداء حيث بلغ 32 شهيداً بسبب الحصار، وهذا ناتج عن استمرار إغلاق المعابر وخصوصاً معبر رفح الذي يمثل البوابة الوحيدة باتجاه العالم الخارجي . وأشاد أبو زهري بجهد وزارة الصحة في حكومة تسيير الأعمال في مواجهة تبعات الحصار، واتهم فريقاً في سلطة رام الله بالعمل على تبرئة الاحتلال من مسؤوليته من خلال التشكيك في جهود وزارة الصحة وبث إشاعات مغرضة ومعلومات كاذبة عن عمل وزارة الصحة. وقال: تبذل وزارة الصحة والحكومة الفلسطينية في غزة جهداً كبيراً لعلاج المرضى وتقليص الآثار الناتجة عن الحصار، لكن بكل أسف إلى جانب استمرار الحصار الإسرائيلي وتقاعس النظام العربي الرسمي، فإن فريق رام الله سهم بشكل أو بآخر في هذا الحصار، وكان آخر الأدوار التي يمارسها هو محاولة تبرئة الاحتلال من المسؤولية عن الحصار، وذلك من خلال بث إشاعات مغرضة تمس دور الحكومة وشخصيات معروفة بمكانتها وإعطاء معلومات كاذبة، يحاولون الإيحاء من خلالها أن الأزمة الطبية غير حقيقية، وأن التقصير ناتج عن الحكومة في غزة، وهذا يمثل تبرئة للاحتلال، وقد تورط فريق رام الله عبر مواقفه السياسية وخطابه الإعلامي في تكريس هذا الوضع . وأشار أبو زهري إلى أن المرض في غزة ليس إلا لونا واحدا من ألوان الحصار التي لم تعد مقبولة بأي شكل من الأشكال لدى حماس ، وقال: معاناة المرض في غزة هي مجرد لون واحد من عشرات ألوان المعاناة التي يتعرض لها المواطن في غزة بسبب الحصار، لذا فإن الرسالة السياسية التي توججها حماس أنه لم يعد هناك مجال للاحتمال وأنه ما لم يفك هذا الحصار بالطرق السلمية فإن من حق شعبنا أن يفكه بطريقته الخاصة ، على حد تعبيره.