أكد زهير الخيار، خبير في التنمية البشرية، لـالتجديد أن الأرقام الرسمية حول المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لا تعكس فعاليتها، لأن تقييم المبادرة في نظره ينبغي أن يكون على مستوى المنهج وليس على مستوى الأرقام، وهنا يبقى السؤال المطروح بحسب الخيار، هو إلى أي حد تم تطبيق المقاربة التشاركية والمدمجة؟ وشدد الخيار، فاعل جمعوي في الوقت ذاته، على أن المبادرة في تعاطيها مع منهجية محاربة الفقر، جاءت بمحاور اشتغال وليست ببرامج مسطرة. وقال إن التقييم عموما يفتقر إلى غياب الحس التفاوضي مع المواطن، والديمقراطية التنموية، مشيرا إلى أن المجتمع المدني لم يتم التعامل معه بشكل ديمقراطي. ومن جهته، عبر مصطفى أكوتي، أستاذ جامعي في الاقتصاد لـالتجديد على أن الأرقام الرسمية تبقى محكومة بالاختلالات التي شابت صياغة المبادرة وتنزيلها، مضيفا أن المبادرة من ناحية المنهجية التي تمت بها اتسمت بنوع من الارتجالية في المقاربة، وهذا بحسبه يحدد إمكانية النتائج التي يمكن أن تتوصل إليها، وأشار في السياق ذاته إلى أن السلطات المحلية غيبت الشركاء في تحديد الحاجيات الأدبية، فيما سجل غياب التفاعل بشكل موضوعي مع الجمعيات، مؤكدا أن ذلك لابد سينعكس على معظم المشاريع التي سيتم تنزيلها. وسجل أكوتي، أن المبادرة كان يحكمها هاجس تصحيح وضعية مؤشر التنمية، الذي وضع المغرب في الرتبة ,126 وعاب عليها في هذا الإطار أنها لم تأخذ بعناصر التصحيح بالمعيار الدولي، التي قال إنها تتوجه نحو المشاكل البنيوية، التي تتعلق بالتعليم والصحة، وتتعلق بتوجيه الدخل. وخلص إلى أن غياب الانسجام مابين الهدف والوسيلة، سيعطي محدودية في النتيجة بشكل عام. وشهدت السنوات الثلاث من عمر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، اعتماد 12 ألفا و133 مشروعا، في مجال التصدي لكافة أشكال الفقر والإقصاء والتهميش، وصلت الاعتمادات المخصصة لإنجازها إلى 6 ملايير و600 مليون درهم. وأكدت لجنة تسيير المبادرة في إطار أشغال اللقاء الوطني الثالث، الذي يتزامن والاحتفاء بالذكرى الثالثة لانطلاق هذا الورش الاجتماعي سنة ,2005 أن هذه المشاريع استهدفت بصفة مباشرة 3 ملايين شخص. وكانت أشغال هذا اللقاء، الذي نظم تحت شعار وضعية إنجاز المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قد انطلقت صباح السبت الماضي بكل من مدينة الدارالبيضاء وطنجة ووجدة والعيون بغاية الوقوف على ما تم قطعه من أشواط لبلورة أهداف هذا الورش، وتقييم حصيلته. وأشار عزيز دادس، المنسق الوطني للمبادرة، إلى أن اللجان المحلية للمبادرة البشرية صادقت حتى نهاية أبريل2008 على حوالي3 آلاف و500 مشروع جديد.