أكد تقرير يرصد حالة الصحافة بأمريكا لسنة ,2007 أن وسائل الإعلام فشلت في تلبية احتياجات الشعب الأمريكي، ولم تقم بتغطية القضايا التي يهتم بها المواطنون ولم تراع اهتماماتهم وأولوياتهم في تغطيتها الإخبارية. وأكدت عينة من المواطنين الذين تم استطلاع آرائهم، حسب ما نشره موقع تقرير واشنطن، أن الإعلام الأمريكي لم يوفر تغطية إخبارية كافية للقضايا التي شغلتهم طوال العام الماضي، مثل ارتفاع أسعار الوقود، وسحب لعب الأطفال السامة، والمعركة التشريعية، التي جرت في الكونجرس حول التأمين على صحة الأطفال، وذلك على الرغم من أن تغطية هذه القضايا تعد أسهل من الناحية اللوجيستية، نظرا لأنها أحداثا محلية أو قومية وليست خارجية تتطلب الكثير من النفقات. وكانت قضية ارتفاع أسعار الوقود وعمليات سحب لعب الأطفال، هما أبرز مثالين على تناقض متطلبات المستهلك الأمريكي، وما تعرضه وسائل الإعلام، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في العراق، وحالة الجو، والأحداث المتعلقة بإيران. وبخصوص أوضاع الصحافيين، فتم استطلاع آراء 585 صحفيا ما بين مراسل محلى، ومحرر، ومسئولين تنفيذيين، حول رأيهم في مستقبل المهنة، ووضعها الحالي. وتبدى غالبية العينة تشاؤماً ملحوظاً من مستقبل مهنة الصحافة، لكنها تعرب عن قلقها البالغ من المصاعب المالية، التي غلبت على مشاكل جودة المادة الصحفية المقدمة، أو حتى المصداقية الواجب توافرها. ويبدو من الاستطلاع استعداد الصحفيين الأمريكيين لتبنى تكنولوجيا الانترنت الجديدة، التي أحدثت ثورة في عالم الصحافة والدخول في أنشطة رقمية مثل المدونات، أو البلوجز، وإن كانوا منقسمين بالنسبة للتأثير العام للشبكة العنكبوتية، على القيم التقليدية للصحافة، ما بين من يرى أنها ستقوى وتعزز هذه القيم، لأنها توفر تغطية موسعة وتفصيلية للحدث، وآخرون يرون أنها ستضعفها، لأنها ستزيد من ضغوط العمل والالتزام بمواعيد محددة. ويلقى بعض الصحفيين اللوم على هذا التغيير في البيئة الصحفية، الذي تسبب، من وجهة نظرهم، في خفض أعداد جمهور قراء الصحف. وعلى الرغم من أن هذا قد يكون صحيحا إلى حد ما، إلا أنه لا يجب إغفال تزايد الصحف المتخصصة التي بدأ القراء يتحولون إليها لتلبية احتياجاتهم بشكل أكبر. أما القطاع الإعلامي الأكثر تفرداً عام ,2007 فكان الانترنت، حيث صبت المواقع الإخبارية الأمريكية الكبرى مثل جوجل وياهو وسى إن إن وأيه أو ال وأم أس إن بي سىمعظم اهتمامها على السياسة الخارجية، والأحداث العالمية، التي جاءت تغطيتها على حساب الأحداث الأمريكية الداخلية الكبرى والهامة وشكلت نحو 50% من التغطية الإخبارية في هذه المواقع. يذكر أن التقرير يصدره مشروع الامتياز في الصحافة، التابع لمركز بيو للأبحاث، ومؤخرا صدر التقرير السنوي الخامس لـحالة الإعلام الإخباري، وهو عبارة عن تحليل متعمق وشامل للتغطية الإخبارية لنحو 70 ألف قصة إخبارية، في 48 مصدرا إعلاميا يتبعون خمس قطاعات إعلامية.