أكد مصدر مطلع لـالتجديد أن خالد الناصري، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، اتصل بوضاح خنفر أول أمس هاتفيا ليبلغه بمنع بث النشرة المغاربية لقناة الجزيرة من الرباط، قائلا له إن أوامر عليا كانت وراء قرار منع . وكان مكتب القتاة بالرباط قد توصل أول أمس الثلاثاء برسالة عبر الفاكس وجهتها الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات إلى مدير شبكة الجزيرة وضاح خنفر، أوضحت فيها أن التراخيص المتعلقة باستغلال المحطة الأرضية المحمولة وجهاز البث عبر الأقمار الصناعية وكل تجهيزات البث المثبتة على سيارة الإرسال قد تم إلغاؤها. وإثر هذا القرار، من المنتظر أن يعقد حسن الراشدي، مدير مكتب الجزيرة بالرباط، لقاء مع وزارة الداخلية يوم الخميس 8 ماي 2008 من أجل مناقشة ملف منع بث النشرة الإخبارية. وأكد الراشدي، في تصريح لـالتجديد، أن المسؤولين بقناة الجزيرة يحاولون جمع مختلف المعطيات، من أجل فهم الأسباب التي كانت وراء قرار المنع. وعبر مدير مكتب الجزيرة، عن أمله في أن يكون هذا القرار مؤقتا، موضحا أن عمل فريق نشرة الجزيرة سيواصل عمله بالبث من الدوحة، في انتظار وضوح الرؤية. وحول ما إذا كان لقرار منع البث علاقة بحلقة حسنين هيكل ،التي تبثها الجزيرة، التي أشار فيها إلى معطيات قادحة في الملك الراحل الحسن الثاني، قال الراشدي هذ كلام قاله بعض الملاحظين وليس هناك شيء رسمي وما زلنا لم نعرف بعد مبررات المسؤولين في الموضوع. ومن جهته، أكد الباحث الإعلامي عبد الوهاب الرامي، أن هنا تضارب في هذا الموضوع بين من يرى أن هذا القرار مجرد إجراء مرحلي لتسوية الوضعية القانونية حتى يكون عمل القناة ضمن القوانين الجاري بها العمل، ومن يوقل بأن القرار يهم إلغاء النشرة. واعتبر الرامي، في تصريح لـ>التجديد< أن اختيار المغرب لبث النشرة المغاربة مكسب له، وأن استمرار المنع بمثابة خسارة واضحة على مستوى صورة المغرب المرتبطة بالانفتاح والديموقراطية وحرية الإعلام. هذا في الوقت الذي أكد فيه خالد الناصري، في تصريح لوكالة فرانس برس أن المنع جاء لـأسباب تقنية، وعلى الجزيرة ان تسوي وضعها القانوني والتقني مع الهيئة العليا للتصال السمعي البصري. ومن جهته اعتبر محمد يتيم، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، أن قرار منع بث نشرة المغرب العربي قرار مفاجئ ،كما أنه شكل صدمة لدى الرأي العام المغربي وخاصة الرأي العام العربي الذي كان ينظر إلى المغرب كاستثناء في العالم العربي على مستوى التجرية الديمقراطية والمكتسبات التي تحققت في مجال حقوق الإنسان وعلى مستوى الهامس الكبير في المجال الإعلامي . وأوضح يتيم، أنه عندما أصبحت نشرة المغرب العربي كنا نحس باعتزاز وافتخار وأن المسؤولين المغاربة كان لهم من الحصافة والذكاء السياسي عندما اتخذوا هذا القرار بينما أبنت بعض بلاد المغرب العربي عن قصر نظر بفتح مكاتب للجزيرة في بلدانها، واعتبرنا أن ذلك يصب في رصيد المغرب ويعزز الصورة التي بدأت ترتسم عنه في الآونة الأخيرة وأشار يتيم، إلى أن بث نشرة المغرب العربي قدم خدمات كبيرة للقضية الوطنية رغم ما يمكن أحيانا من أن ينتقد على الخط الإعلامي للجزيرة وعلى الرغم من أن ما قد تبثه قد لا يكون على هوى السلطة لإن استمرار صدورها فيه إعادة اعتبار للمغرب وللمغرب العربي وللثقافة المغاربية ، ومنعها خسارة كبيرة نرجو أن يعاد النظر فيه . وأضاف بالقول مهما يكن من أمر وهل هو متعلق بما ورد في حلقات هيكل وهو أمر لا دخل لنشرة المغرب فيه ، أو بمعطيات أخرى لها صلة بضغوط خارجية حسب البعض الآخر فإننا نتمنى أن تغلب الحكمة لدى المسؤولين وأن لا يكون ذلك بداية نحو انتكاسة في الاتجاه الآخرفالمغرب ينبغي أن يتقدم ويظل دوما رائدا في العالم العربي لا أن يصطف إلى جانب أنظمة الاستبداد يذكر ان نشرة الجزيرة من المغرب العربي انطلقت في 18 نونبر من سنة .2006