نظم اتحاد الطلبة والمتدربين الموريتانيين بالمغرب مساء الأحد 27 أبريل 2008 بقاعة المحاضرات للحي الدولي الجامعي بمدينة الرباط ندوة أدبية أكاديمية تحت عنوان: ثنائية الشعبي والفصيح في الأدب الموريتاني.. . تناول الشق الأول والمتعلق بالأدب الفصيح كل من الدكتور محمد الأمين ولد الناتي ود.محمد ولد عبدي، والأستاذ الدي ولد آدب..؛ حيث تحدث الأول عن تطور الأدب العربي في بلاد شنقيط مبرزا أهم الإشكالات المثارة في الساحة الأدبية الشنقيطية في تلاحمها مع مختلف السياقات التي تحكم المجتمع والتي من أبرزها إشكالية تعرض الأدب الموريتاني للارتكاس أو ما يسمى بالانحطاط الذي عم أمثاله من انواع الأدب العربي الأخرى، وكذلك تحكم التفاعل الاجتماعي والتركبة البنيوية للشاعر الموريتاني والتي تبرز عندما يحاول التعبير عن قضية مهمة فيعدل إلى الشعر العمودي بدل شعر التفعلة... بينما تحدث د.محمد ولد عبد عن التركبة النسقية للأدب الموريتاني وتطورها عبر التحقيب التاريخي الذي رسمه في أطروحته للدكتوراه تحت عنوان السياق والأنساق في الشعر الموريتاني المعاصر في القرن الواحد والعشرين والتي حازت ميزة مشرف جدا مع التنويه بالطبع....مبرزا ضرورة العمل على انتهاج سياقات محكمة في انتاجنا وخطاباتنا في مقاربة يقول فيها إن: مقولة بلد المليون شاعر هي أكذوبة، وأن ما ننتحه من الشعر متخلف..، والسبب في ذلك هو غموض الرؤية المستقبلية... هذ وقد تطرق الشق الثاني من الندوة للأدب الحساني..؛ حيث تحدث الأستاذ محمد يحي ولد الداه عن البنية الشكلية والفنية لهذا الصنف من الأدب مؤطرا لتاريخ الأدب الحساني وعلاقته بالموسيقى..إضافة إلى الدور الذي لعبه في حفظ التاريخ الموريتاني وقيمه الأصيلة من قبيل الكرم والمدح والرثاء.. ولد الداه بين في عرضه أهم الجوانب النظرية والتطبيقية في الأدب الحساني مركزا على لبتوته ومعطيا أمثلة حية لكل منها...هذا إضافة إلى حكايات شعرية عن القيم والأخلاق الموريتانية طالت مختلف أغراض الشعر الحساني... أما الأستاذ محمد محمود ولد محمد الشيخ فقد ركز في مداخلته على علاقة لغن بالشعر سواء تعلق الأمر بالتقاطع بين بعض الابتوت وبعض البحور، أو في ترجمة الشعر الفصيح من وإلى الشعر الحساني، أو بما يسمى بازريكة...معرجا على خصائص لغن (وحدة الغرض، الواقعية، غلبة بعض لبتوته على بعض الاغراض، حضور الخطاب الديني..) وفي الأخير تحدث ولد محمد الشيخ عن أهم أغراض الشعر الحساني الثابت منها والمتجدد..، مبزا أهم المحسنات التي طالت الشعر الحساني من قبيل: لزوم ما لايلزم، الارصاد، الجناس، الاطراد التلميح، التورية، الاقتباس، اتروس..،مشنفا آذان الجمهور بحكايات أدبية حسانية ممتعة نالت إعجاب الجميع.. بعد ذلك مر الجميع على عرض للأدوات التقليدية الموريتانية قامت به مسؤولة الثقافة بالاتحاد بمناسة هذه التظاهرة الأدبية الشنقيطية. هذا وقد حضر الندوة جمع غفير من الطلاب والطالبات ظلوا مرابطين إلى أن انتهت الندوة الأدبية على تمام الساعة العاشرة ليلا. يذكر أنه كان على ربط هذه التظاهرة الثقافية الشاعر والنقابي مولاي عبد الله ولد مولاي عثمان، الأمين العام المساعد السابق باتحاد الطلبة والمتدربين الموريتانيين.