أثار موقف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالصحرء، بيتر فان فالسوم، ردود فعلية لدى الدول الكبرى، التي عبّرت عن تأييدها لدعوته جبهة البوليساريو بالتخلي عن مطلب الاستقلال واعتباره مطلبا غيرا واقعي، ووضع هدف يتمثل في أن الاستقلال الكامل غير ممكن، والتفاوض على ما دونه دون شروط مسبقة. وهكذا اعتبر الممثل الدائم للولايات المتحدةالأمريكية لدى الأممالمتحدة، زلماي خليل زاد، أن تصريحات فالسوم، تستحق أن تأخذ بعين الاعتبار بشكل جدّي، وقال إنه خلال مشاورات مجلس الأمن حول الصحراء، إن فالسوم قضى وقتا طويلا في العمل على ملف الصحراء، كما قدم تحليلا واقترحات صريحة تستحق أن تأخذ بعين الاعتبار بشكل جدي. من جهتها، عبّرت بريطانيا عن ارتياحها من تصريحات فالسوم، مؤكدة في الوقت ذاته أن المشروع المغربي المتمثل في منح الصحراء الحكم الذاتي يستحق تقديرا خاصا. وقال جون ساويرس، ممثل بريطانيا لدى الأممالمتحدة، إن المقترح المغربي يستحق تقديرا جادا وإنه يتعين على أطراف النزاع المضي قدما من أجل وضح حدّ للنزاع. إلى ذلك، قال مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية شارل سان برو، في حوار له مع وكالة المغرب العربي للأنباء، تصريحات المبعوث الشخصي للأمين العام المكلف بالصحراء، أمام مجلس الأمن، تميزت بالشجاعة والوضوح. وأضاف سان برو أن بيتر فان فالسوم، الذي اكتسب خبرة كبيرة في هذا الملف، توصل إلى خلاصة شجاعة وواضحة، وهي أن استقلال الصحراء خيار غير واقعي. وأكد أنه بالنظر إلى هذه الخلاصة التي لا غبار عليها، من الواضح أن إيجاد حل نهائي لهذه القضية يمر عبر مشروع الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب، مضيفا أن هذه المبادرة تعد إطار التفاوض الوحيد الممكن والحل الواقعي الوحيد. من جهتها، أكدت الناطقة باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ميشيل مونتاس، أول أمس الثلاثاء، أن الممثل الشخصي للأمين العام بيتر فان فالسوم، مؤهل بصفته وسيطا أمميا في المفاوضات حول الصحراء، لتقديم اقتراحاته لمجلس الأمن حول الملف.