في تطور مفاجيء بخصوص ملف الصحراء المغربية، صرح بيتر فان فالسوم، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالصحراء، بأن هدف البوليساريو المتمثل في المطالبة بـاستقلال الصحراء، ليس خيارا واقعيا وعليها التخلي عنه، حسب ما تناقلته وكالات الأنباء. وقدم فالسوم تقريرا خاصا به إلى مجلس الأمن، بالإضافة إلى تقرير آخر للأمين العام لأمم المتحدة بان كي مون، تحدث فيه عن رأيه الشخصي أسماه الخيار الواقعي الذي يعني أن الاستقلال بعيد عن منال الشعب الصحراوي، وقال إن البوليساريو يجب أن تصبح واقعية. ودعا فالسوم الدول الـ15 أعضاء مجلس الأمن إلى التوصية بمواصلة المفاوضات مع الأخذ بالاعتبار الواقع السياسي والشرعية الدولية، وأشار إلى التدخل المباشر للجزائر في نزاع الصحراء، بقوله إن استمرار المأزق الحالي يرجع إلى كون عدة دول تجد أن الوضع القائم مناسب بالنسبة لها، خاصة وأن مثل هذا الوضع يعفيها من مسؤولية اتخاذ خيارات مؤلمة، مثل اتخاذ موقف مؤيد للجزائر أو للمغرب. وتعليقا على ذلك، قال الدكتور تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي، إن موقف فالسوم، جاء ليؤكد على المسار الواقعي في التعامل مع هذا الملف، خاصة بعد أربع جولات من المفاوضات، لم يحرز فيها أي تقدم، بسبب تعنت البوليساريو المدعم من قبل الجزائر. واعتبر الحسيني أن أخذ الظرفية السياسية بعين الاعتبار جنبا إلى جنب مع الشرعية الدولية، يشكل منهجا سليما وصحيحا، بالنظر إلى التحولات التي قطعها الملف بدءا من خيار الاستفتاء الذي طرحه المغرب وعرقلته البوليساريو والجزائر، وانتهاء إلى مشروع الحكم الذاتي الذي يظهر أنه يلقى العراقيل ذاتها ومن الأطراف نفسها. وأكد الحسيني أن ثمة إشكالية يجب تجاوزها من قبل البوليساريو والجزائر، وهي أن تقرير المصير لا يعني بالضرورة الاستقلال، بل يعني الحكم الذاتي أيضا، مشيرا إلى أن أغلب النزاعات المشابهة انتهت بالحكم الذاتي وليس الاستقلال. وبينما يقترح فالسوم للخروج من هذا المأزق أن يسحب من جدول المفاوضات المقترحان، والتفاوض، هذه المرة، بشكل حقيقي وبدون شروط مسبقة، ولكن على أساس فرضية مؤقتة مؤداها أنه لن يكون هناك استفتاء مؤدي الى الاستقلال كخيار، وبالتالي فإن النتيجة ستكون بالضرورة أقل من الاستقلال الكامل. ويرى الحسيني أن المطلوب بعد الموقف الجديد للمسؤول الأممي المكلف بالملف، هو الذهاب إلى جولة خامسة من المفاوضات على أساس التفاوض حول مشروع الحكم الذاتي للصحراء وليس أي شيء آخر.