تتوجه أنظار المغرب والدول المعنية بقضية الصحراء، ومعها المجتمع الدولي، إلى القرار الذي سيصدر عن مجلس الأمن، يوم الثلاثاء 29 أبريل 2008 ، بشأن ملف الصحراء، وذلك بعد التطور النوعي الذي حملته تصريحات بيتر فان فالسوم أمام مجلس الأمن بداية هذا الأسبوع، واعتبر فيه أن مطلب البوليساريو باستقلال الصحراء غير واقعي، ودعاها إلى التخلي عنه، وإلى التفاوض دون شروط مسبقة مع المغرب بناء على ما هو دون الاستقلال الكامل. من جانب وصف المغرب على لسان وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الناصري، موقف المبعوث الأممي بيتر فان فالسوم بـالشجاع، لقوله إن موقف البوليساريو المطالب باستقلال الصحراء بأنه مطلب غير واقعي وعليها التخلي عنه. واعتبر الناصري أن قيام دولة سادسة في المغرب العربي هو خيار انتحاري من شأنه أن يزعزع الاستقرار في المنطقة. وانتقد الناصري موقف جنوب افريقيا في الأممالمتحدة، التي ترأس مجلس الأمن هذا الشهر، حيث أكد سفيرها في الأممالمتحدة أن تصريحات فالسوم تناقض تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون. بالمقابل، أثارات تصريحات فالسوم زلزالا في صفوف جبهة البوليساريو، التي وصفت موقف فالسوم بالمنحاز للمغرب، وبالشخصي والمتناقض مع تقرير الأمين العام بان كيمون وموقف الأممالمتحدة، وذهب ردّ فعل أمين عام جبهة البوليساريو محمد بن عبد العزيز أبعد من ذلك، حيث اعتبر أن تصريحات فالسوم تزرع بذور العودة إلى المواجهة، معلنا رفضه لمقترحات الوسيط الأممي، على حدّ ما أوردته صحيفة الخبرالجزائرية أمس الخميس. لكن الناطقة الرسمية باسم الأمين العام للأمم المتحدة، مشيل مونتاس، اعتبرت في تصريح صحفي لها، أن ليس ثمة أي تناقض بين تقريري الأمين العام للأمم المتحدة، ومبعوثه الشخصي المكلف بالصحراء، المقدمين إلى مجلس الأمن بداية هذا الأسبوع. وأن ليس هناك أي خلاف ظاهر بين الأمين العام ومبعوثه الشخصي. كما ادعى ذلك سفير جنوب افريقيا لدى الأممالمتحدة، الذي صرّح عقب استماع مجلس الأمن للتقريرين بداية هذا الأسبوع، أن ثمة تناقضا على ما يبدو بين تقريري بان وفالسوم. من جهة أخرى، اعتبر مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس ميشيل سان بروت في محاضرة نظمت مساء أول أمس بالرباط أن حل نزاع الصحراء يكمن في مبادرة القوى الكبرى في العالم للضعط على الجزائر لتغير موقفها، والقبول بطي صفحة نزاع الصحراء، مضيفا أن ذلك ليست هزيمة للجزائر بل دليل على الشجاعة والمسؤولية. وقال ميشيل في المحاضرة التي نظمها المركز المغربي للدراسات الدولية تحت عنوان ملف الصحراء: الحصيلة والآفاق، إن بيتر فان والسوم كان أول مسؤول أممي يمتلك الشجاعة لقول ما ينبغي بوصفه أطروحة استقلال الصحراء بـ غير الواقعية. وأضاف مدير المرصد أن الكرة الآن في ملعب الجزائر، متأسفا لعدم تطور موقف حكام البلد الجار للمغرب بخصوص ملف الصحراء.