سجل المغرب يوم الأربعاء 30 أبريل 2008 انتصارا تاريخيا في مجلس الأمن بعد أن اتفق المجلس في جولة مباحاثاته الأولى حول قضية الصحراء أول أمس الثلاثاء على تضمين مسودة القرار إشارة إلى مفردة الواقعية مع ربطها بالمفاوضات، وذلك حسب مصادر قريبة من المباحثات، ويتوقع أن يكون مجلس الأمن قد شهد معركة ساخنة يوم الأربعاء 30 أبريل 2008، وبشكل أساسي بين فرنساوجنوب افريقيا حول توصيات مجلس الأمن، وذلك بعدما أجل التصويت على قرار جديد من مساء الثلاثاء 29 أبريل 2008إلى مساء الأربعاء 30 أبريل 2008، بسبب تباين وجهات النظر بين فرنساوجنوب افريقيا، حول النص على الإشارة إلى موضوع حقوق الإنسان من جهة، ووصف حلّ النزاع بأن يكون واقعيا مما يعني إشارة واضحة إلى تقرير فالسوم من جهة ثانية، فبالنسبة للأولى، عارضت فرنسا، تضمين القرار الأممي مقتضيات حول قضية حقوق الإنسان، وهو ما تتشبث به جنوب افريقيا مدعومة من قبل بنما وكوستاريكا. في حين رفضت هذه الدول الثلاث تضمين القرار ذاته مفردة الواقعية، وهو ما أصرت عليه فرنسا، ولم يحلّ الخلاف إلا بعد ربط الواقعية بالمفاوضات وليس بالحل النهائي. ولم يرشح عن اجتماع المجلس أي خلاف حول التمديد لبعثة المينورسو في الصحراء، حيث يتوقع أن يكون المجلس صادق على توصية الأمين العام بان كيمون في تقريره الأخير، بتمديدها مدة 6 أشهر أخرى. وذكر مصدر مطلع أن التمديد لم يكن محط خلاف وأن الموقف الفرنسي كان متوقعا خاصة في ظل الدعم الامريكي، وأن التوجه للقول أن المفاوضصات يجب ان تكون واقعية، فهخذا انتصار للمغرب، لأن في هذا دعوة للبولساريو أن لا يبقى متشبثا بموضوع الانفصثال وعوضا عليه أن يتعاطى بواقيعة مع المقرتح المغرب، وأكد المصدر نفسه ان مفردة الواقعية هي الكلمة المنفتاح في التقرير الذي قدمه فالسوم، والتي عبّر من خلالهلا أن حلّ دولة جديدة هو حلّ غير واقعي. واعتبر المصدر أن البوليساريو أمام امتحان التزام بالتوجه الذي عبّر عنه مجلس الأمن، والانخراط في مناقشة مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، دون غيره على أرضية الجولات المقبلة للمفاوضات. وكان بيتر فان فالسوم قد قدّم تقريرا حول الصحراء في 21 أبريل 2008، أمام مجلس الأمن، أكد فيه أن استقلال الصحراء الغربية هدف غير واقعي، وعلى جبهة البوليساريو التخلي عنه، والإدراك بأنها قد لا تكون قادرة على تحقيق تطلعها نحو الاستقلال، حسب ما أكده دبلوماسيون في الأممالمتحدة، خلال مناقشة الوضع في الصحراء المغربية على مستوى مجلس الأمن. وقد أثارات تصريحات فالسوم زلزالا في صفوف جبهة البوليساريو، التي وصفت موقف فالسوم بالمنحاز للمغرب، وبالشخصي والمتناقض مع تقرير الأمين العام بان كيمون وموقف الأممالمتحدة، وذهب ردّ فعل أمين عام جبهة البوليساريو محمد بن عبد العزيز أبعد من ذلك، حيث اعتبر أن تصريحات فالسوم تزرع بذور العودة إلى المواجهة، معلنا رفضه لمقترحات الوسيط الأممي. لكن الناطقة الرسمية باسم الأمين العام للأمم المتحدة، مشيل مونتاس، اعتبرت في تصريح صحفي لها، أن ليس ثمة أي تناقض بين تقريري الأمين العام للأمم المتحدة، ومبعوثه الشخصي المكلف بالصحراء، المقدمين إلى مجلس الأمن بداية هذا الأسبوع. وأن ليس هناك أي خلاف ظاهر بين الأمين العام ومبعوثه الشخصي. كما ادعى ذلك سفير جنوب افريقيا لدى الأممالمتحدة، الذي صرّح عقب استماع مجلس الأمن للتقريرين، أن ثمة تناقضا على ما يبدو بين تقريري بان وفالسوم.