عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تشاؤمه بخصوص مستقبل المفاوضات حول الصحراء، مجددا طلبه لمجلس الأمن من أجل الضغط على الأطراف في اتجاه المزيد من «حسن النية» ، مع إعمال قدر من « الخيال والإبداع» في المفاوضات الجارية بينهما. وذلك على خلفية إخفاق الاجتماع غير الرسمي لفبراير الماضي في إحراز أي تقدم بهذا الشأن الأمين العام للأمم المتحدة، الذي اعتبر أنه لا يتوقع تغييرا في موقف المغرب أو البوليساريو بشأن الوضع للمفاوضات حول الصحراء في »المستقبل المنظور» أوصى، أول أمس الأربعاء في تقريره الدوري حول الصحراء الموجه لمجلس الأمن ، بتمديد ولاية بعثة الأممالمتحدة في الصحراء (المينورسو)، التي تنتهي في 30 من أبريل الجاري، لمدة سنة أخرى واستخدام »الخيال« للتوصل إلى حل للأزمة القائمة منذ عقود، مؤكدا أنه لا يرى لدى الطرفين أي استعداد « لقبول اقتراحات الطرف الآخر» ، وأنه «لا يوجد احتمال لحدوث تغيير في المستقبل المنظور«. وحث الأمين العام للأمم المتحدة مجلس الأمن على معاودة دعوته لكلا الطرفين من أجل »التفاوض بحسن نية ودون أي شروط مسبقة« تحت رعاية مبعوثه الشخصي كريستوفر روس، كما تضمن التقرير قلق الأمين العام إزاء وضع حقوق الإنسان في المنطقة، داعيا إلى إجراء إحصاء للسكان الموجودين بمخيمات تندوف. بان كي مون الذي وصف مواقف الجانبين بعدم الاستعداد لقبول مقترحات الطرف الآخر كقاعدة وحيدة للمفاوضات ، اعتبر أن « شيئا لن يطرأ في علاقاتهما أو حتى على الصعيد الدولي لتغيير هذا الوضع في المستقبل القريب«.و أشار بان كي مون في تقريره إلى أن الاجتماعات غير الرسمية التي أجريت بين الطرفين تحت رعاية الأممالمتحدة في كل من غشت وفبراير الماضيين « لم تسفر عن أي تقدم في الموضوعات الأساسية التي تحتاج إلى مزيد من الجهود، قبل موعد انعقاد الجولة الخامسة من المفاوضات الرسمية«. التقرير الجديد تضمن أيضا إشارة مقتضبةإلى جولة كريستوفر روس الأخيرة التي قام بها الشهر الماضي إلى المنطقة والمباحثات التي أجراها في كل من الرباط وتندوف وموريتانيا والجزائر، موضحا المقاربة الجديدة التي اقترحها روس والهادفة إلى عدم استئناف المفاوضات المتوقفة منذ سنتين إلا بعد الاتفاق حول الخطوط العريضة للحل السياسي الذي تدعو إليه الأممالمتحدة منذ 2007 التقرير الحالي لبان كي مون، ينتظر أن يتم طرحه على طاولة مجلس الأمن، نهاية أبريل الحالي، في اجتماعه المخصص للنزاع حول الصحراء ، قصد مناقشته، والحسم في مسألة تجديد مهمة بعثة المينورسو التي ستنتهي مدة انتدابها مع متم أبريل الجاري. وكان أول اجتماع غير رسمي، استعدادا للجولة الخامسة من المفاوضات، قد انعقد في غشت 2009 بالنمسا، تطبيقًا للقرار 1871 لمجلس الأمن وضم، إضافة إلى المغرب، وفودا عن الجزائر، وموريتانيا و البوليساريوكما انعقدت إلى حدود الآن أربع جولات رسمية من المفاوضات في مانهاست قرب نيويورك، وهو المسلسل الذي شهد انطلاقة جديدة مع المبادرة المغربية الخاصة بمنح حكم ذاتي للأقاليم الصحراوية