قال بان كي مون إن الأطراف المتنازعة حول الصحراء، وافقا على عقد اجتماع تحضيري غير رسمي تمهيدا للجولة الخامسة من المفاوضات بينهما، وأضاف مون في تقريره أمام مجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء 14 أبريل 2009، بما أن المشاورات التي أجريت حتى الآن لم تحدث، على ما يبدو، تغييرا منذ آخر جولة من المفاوضات بما يكفي لتيسير خروج الجولة الخامسة بنتيجة إيجابية، فإن الإعداد المتأني ضروري. وقدم مون أول تقرير أعده مبعوثه الشخصي الجديد، كريستوفر روس، الذي قام بجولة إلى المغرب والبوليساريو والجزائر، ثم إسبانيا وفرنسا في فبراير الماضي، وقال في هذا الصدد إن روس اقترح على الطرفين، المغرب والبوليساريو، تنظيم اجتماع تحضيري مصغر وغير رسمي على الأقل، وأنهما وافقا على ذلك. وكان المغرب قد وافق على تنظيم اجتماعات غير رسمية، في حين ظل موقف البوليساريو مترددا حتى اللحظة الأخيرة. وأكد مون أن استئناف المفاوضات لا يزال يحتاج الى تحضير بسبب تباعد موقفي الطرفين. ويتوقع أن يتم تنظيم الاجتماع التحضيري في إحدى الدول الأوربية، ويرجح أن يكون في النمسا. وبينما يؤكد المغرب على أن يتم التفاوض على أساس ما انتهت إليه جهود المبعوث الأممي السابق، بيترفان فالسوم، وما قرّره القرار الأممي 3181, الذي أكد أن جهود المغرب ذات مصداقية، داعيا إلى مفاوضات واقعية وإلى روح التوافق، فإن جبهة البوليساريو مدعومة من الجزائر ترفض هذا التوجه، وتصر على أن يتم التفاوض على أساس مبدأ تقرير المصير الذي تؤوله على أساس أنه انفصال الصحراء. وأوصى تقرير الأمين العام بأن يطلب مجلس الأمن الدولي المكون من 51 عشرة دولة، من الطرفين التفاوض بدون شروط مسبقة وبحسن نية، وإبداء إرادة سياسية للدخول في مناقشات جوهرية، وضمان نجاح المفاوضات. وأشار في تقريره حول نتائج المشاورات التي جرت حتى الآن بأن الوضع لم يتطور كثيرا منذ آخر جولة من المفاوضات، مبرزا أن تنظيم جولة خامسة من المباحثات يتطلب القيام بتحضيرات دقيقة. وبخصوص التمديد لبعثة المينورسو الذي يتم كل سنة في 30 من أبريل، أوصى تقرير بان كي مون بأن التمديد لهذه البعثة سنة أخرى، أي حتى 30 أبريل من .2010 وهي المرة الثانية التي يمدد للبعثة مدة سنة، وكان مجلس الأمن يمدد من قبل لمدة ستة أشهر فقط. وجرت آخر جولة للمفاوضات بين المغرب والبوليساريو، برعاية الأممالمتحدة، في مانهاست بنيويورك في مارس ,2008 دون أن تحرز الجولات السابقة الأربع أي تقدم يذكر في وجهات النظر، سوى الاتفاق على عقد جولة لاحقة. وكان تقرير المبعوث الأممي السابق بيتر فان فالسوم قد أكد خلال الجولة الرابعة من المفاوضات، أن مطلب الاستقلال الذي ترفعه البوليساريو غير واقعي، ودعا إلى التفاوض على أساس من روح التوافق والواقعية، الأمر الذي أغضب البوليساريو والجزائر، وطالبا بإقالة فالسوم من مهامه، بزعم أنه تحيز للموقف المغربي في مشروع الحكم الذاتي، ورفضت البوليساريو الاستمرار في التفاوض تحت إشرافه حتى تعيين مبعوث أممي جديد. وهو ما تم فعلا، حيث تم تعيين الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس الذي أكد أنه يحتاج إلى مزيد من الوقت لإبداع أفكار جديدة لعلها تسهم في إخراج الأزمة من عنق الزجاجة.