من المقرر أن يعقد مجلس الأمن يوم الثلاثاء القادم مشاورات على أساس تقرير الأمين العام قبل أن يعقد جلسة ثانية يوم 30 أبريل الجاري لإصدار قرار يتم بموجبه تمديد ولاية المينورسو. وكان بان كي مون ذكر في تقريره الأخير إلى مجلس الأمن، الذي تم الإعلان عنه يوم الثلاثاء بنيويورك، أنه «استنادا إلى الجولات الأربع من المحادثات التي عقدت تحت رعاية الأممالمتحدة في عامي 2007 و 2008، وبناء على المشاورات الأخيرة التي عقدها مبعوثه الخاص، فإنه أوصي مجلس الأمن بأن يكرر دعوته للأطراف للتفاوض بنية حسنة وبدون شروط مسبقة وإظهار إرادة سياسية للدخول في مناقشات جوهرية وضمان نجاح المفاوضات». ولم يستجب تقرير الأمين العام للضغوطات التي مارستها كل من الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية في شأن توسيع اختصاصات بعثة الأممالمتحدة في الصحراء لتشمل مراقبة أوضاع حقوق الإنسان في هذه المنطقة، وبصفة عامة يمكن القول إن التقرير اكتفى برصد الوقائع المسجلة خلال السنتين الماضيتين، واقترح تنظيم جولة جديدة من المفاوضات وتمديد مدة وجود البعثة الأممية لسنتين إضافيتين. وجدد الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون دعوته للأطراف، من أجل التحلي بحسن النية والإرادة السياسية للانخراط في مفاوضات جوهرية حول الصحراء وضمان نجاحها على أساس ما خلصت إليه الجولات السابقة، مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج الاتصالات الأخيرة التي تمت في المنطقة، من قبل مبعوثه الشخصي السيد كريستوفر روس. وأضاف أن مبعوثه الشخصي «جاهز لإحاطة الأطراف وكذا مجلس الأمن علما، بشأن تقييمه لكيفية المضي قدما»، منوها بالتزام الأطراف بمواصلة مسلسل المفاوضات كما تم الإعلان عنه في البيان الختامي الذي نشر في أعقاب الجولة الرابعة للمفاوضات في مارس 2008 بمانهاست، وهو الموقف الذي تم تأكيده خلال لقاءات مبعوثه الشخصي أثناء زيارته للمنطقة في فبراير الماضي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة "وبما أن المشاورات التي أجريت حتى الآن لم تحدث ،على ما يبدو ، تغييرا منذ آخر جولة من المفاوضات بما يكفي لتيسير خروج الجولة الخامسة بنتيجة إيجابية، فإن الإعداد المتأني ضروري". وقال إنه «في ضوء ذلك، اقترح مبعوثي الخاص على الأطراف عقد اجتماع تحضيري مصغر غير رسمي واحد أو أكثر، وأشار إلى أن الأطراف قد أعطت موافقتها على هذا النهج».وذكرت مصادر دبلوماسية أن هذا الاجتماع سيعقد في النمسا. وأوصى السيد بان كي مون، في الأخير، مجلس الأمن بتمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة سنة. وأضاف أنه «بالنظر إلى الظروف القائمة على أرض الواقع، وفي ضوء الجهود المتواصلة التي يبذلها مبعوثي الخاص، أعتقد أن وجود بعثة المينورسو يظل أمرا لا غنى عنه للحفاظ على وقف إطلاق النار في الصحراء. ولذلك فإني أوصي بأن يمدد مجلس الأمن ولاية البعثة لمدة سنة أخرى، حتى 30 أبريل 2010» . كما أشار إلى الخروقات التي قام بها البوليساريو في المنطقة العازلة ضدا على القانون الدولي والدخول المستمر لعناصر الانفصاليين فيها . وذكر أن البوليساريو يقوم بتداريب عسكرية في تيفاريتي ،وأقام مركزا للمراقبة في المنطقة القريبة من أغوانيت بدون إذن من المينورسو. كما أشار إلى الوضعية اللاإنسانية لسكان مخيمات تيندوف الذين يعانون الجوع وسوء التغذية رغم المجهودات التي تبذلها المنظمات الإنسانية ومنظمة غوت اللاجئين في هذا الإطار. وبخصوص جهود المغرب في مجال نزع الألغام، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بالقوات المسلحة الملكية للجهود التي ما فتئت تبذلها من أجل تدمير الذخائر المتفجرة. كما أعرب السيد بان كي مون عن تقديره لمبعوثه الخاص السابق السيد بيتر فان فالسوم لما بذله من "جهود دؤوبة" من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الأطراف، مثنيا في الوقت ذاته على خلفه السيد روس للجهود التي بذلها في البحث عن تسوية لقضية الصحراء