افتتح الملتقى أعماله يوم الخميس 10 أبريل 2008 بمحضر عدد كبير من السكان، وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم تتابع إلقاء الكلمات الافتتاحية بالترتيب الآتي : ـ كلمة د. عبد العزيز فارح عن شعبتي الدراسات الإسلامية وشعبة اللغة العربية وآدابها لكلية الآداب (جامعة محمد الأول بوجدة) ـ كلمة د. عبد الهادي الدحاني عن اللجنة التنظيمية. كلمة د. مختار ديرة عن جمعية الدعوة الإسلامية العالمية الليبية باعتباره مندوبا لها، وعن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة التي كلف بتمثيلها. -كلمة د. عبد الرحمان عبد الوافي عن جمعية البلاغ الجديد للثقافة والفن وعن جمعية آل عبد الوافي الفجيجي، وقد عمل فيها على شكر الهيئات المنظمة المذكورة أعلاه وفي مقدمتها منظمة إيسيسكو وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية اللتين ساهمتا بفعالية في دعم الملتقى، كما شكر الأساتذة الذين قدموا إلى فجيج بمساهماتهم بالرغم من بعد الشقة وما عانوه من عواصف الصحراء الشرقية ، وكذلك شكر رجال السلطة والمجلس البلدي وجمعية النهضة وجمهور الحاضرين الذين جاؤوا ليتابعوا أعمال الملتقى. هذا، وقد ساهم في الملتقى حوالي عشرين أستاذا جامعيا مختصا في اللغة العربية وقضاياها ، وضمنهم مجموعة من الشخصيات الفكرية ساهموا بكلمات وازنة تليت بالنيابة عنهم وهم : د. عباس الجراري، ذ. عبد الكريم غلاب، د.ادريس الكتاني، د. عبد القدوس أبو صالح (رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية)، د. عدنان علي رضي النحوى (مفكر إسلامي سعودي من أصل فلسطيني). ومن المعلوم أن اللغة العربية أصبحت تواجه اليوم ببلادنا تحديات شتى، محلية وعالمية، والواقع أن التيار الفرنكفوني هو الذي يتولى كبر هذه التحديات وقيادتها، وهو تيار تعود بداياته إلى مرحلة الحماية، إلا أنه لم ينجح في السيطرة على الساحة الوطنية، والثقافية منها خاصة خ وهذه هي المفارقة- إلا في عهد الاستقلال وفي هذه الفترة منه بالذات، وهي سيطرة تجاوزت المجالات الحيوية أو الرسمية مثل التعليم والإدارة والاقتصاد والإعلام لتشمل المجالات الشعبية أيضا بشكل لم يسبق له مثيل، لعل من أهم مظاهره تنافس الأسر المغربية محدودة الدخل في تعليم أبنائها في مدارس البعثات الفرنسية، أو في المدارس الخصوصية السائرة في ركابها، بعد أ ن كان الأمر محدودا في الأسر الموسرة ذات التوجه الفرنكفوني، ومن مظاهره أيضا هيمنة الحرف اللاتيني- شبه الكاملة على لافتات المؤسسات الرسمية والخصوصية، وعلى المحلات التجارية بإسرها من متاجر للألبسة ومقاه ومطاعم وفنادق، فضلا عن طغيان اللسان الفرنسي على الطبقة المثقفة عموما، وهو ما تعكسه وسائل أعلامنا يوميا من خلال ما تقدمه من جلسات رسمية وغير رسمية وما إليها من حوارات واستجوابات والندوات وهلم جرا. وإزاء هذا الوضع المأساوي للغة العربية في عقر دارها، وهي لغة الدين الإسلامي الذي يعتنقه المغاربة، واللغة الوطنية الرسمية بمقتضى الواقع والدستور، أبي ملتقى فجيج الرابع لخدمة القرآن والسنة إلا أن يخص دورته الرابعة هذه بموضوع: اللغة العربية والتحديات المعاصرة، ليخرج بعد العروض الغنية التي ساهم بها السادة الأساتذة بتوصيات هامة (انظر أعلاه).