أختي تبلغ من العمر 61 سنة، متأثرة بأصدقاء السوء وأصبحت على علاقة مع شاب فاسد الأخلاق يريد استدراجها لفعل الرذيلة. وقد سمعته مرة يحدثها عن أمور مخلة بالأخلاق، وذات مرة شاهدها أبي مع هذا الشاب وضربها بشدة، فكانت ردة فعلها الهروب من المنزل، وأصبحت دائما تفعل ذلك. المشكلة أن أبي عصبي ولا يتحكم في غضبه، أرجوكم أفيدوني كيف أستطيع أن أدعو شقيقتي لتعود إلى طريق الصواب؟ آفة العلاقات غير الشرعية بين الذكور والإناث - سيما الذين هم في سن المراهقة وما بعدها ـ هي من الآفات الأكثر شيوعا في مجتمعنا. أسباب هذه الظاهرة وهذه الآفة كثيرة لعل أبرزها الإعلام المرئي وما فيه من أفلام ومسلسلات ولقطات تشجع على العلاقات بين الجنسين وتدعو للفاحشة جهارا وتصريحا، إضافة للشبكة العنكبوتية وما فيها من مواقع وغرف للدردشة، وأثر ذلك على انحراف الأجيال. كما أن من أسباب هذه الآفة: ضمور التدين وتراجع دور الدعاة، والآباء، والمدرسين عن القيام بمهام الدعوة والتربية على الأخلاق والعفة. ما تقع فيه أختك يدخل في هذا الباب للأسباب التي ذكرنا ولأصدقاء السوء كما ذكرت في السؤال. أما علاج ما هي فيه فلا يكون بالضرب المبرح كما يفعل أبوك معها سيما وأن الضرب لم يردعها عن فعلها، وإنما دفعها للهروب من البيت أكثر من مرة وتلك خطوة قد تجني عليها الجناية التامة. في مثل هذه الحالات التي تتعلق بالانحراف الخلقي، ينبغي عليك تبصرتها بالتي هي أحسن بأخطار هذه العلاقات الفوضوية مع الذكور على سمعتها وعلى عرضها ومستقبلها في الدنيا والآخرة، وأنها تجري وراء حب وهمي وسراب وحلم قد لا تستفيق منه إلا بعد فوات الأوان يوم تجد نفسها هي الخاسرة الأولى مصداقا لقوله تعالى في الآية مبتدئا بالزانية قبل الزاني: الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة كما ينبغي ربطها ربطا مباشرا بالتدين ودعوتها للصلاة والحجاب الشرعي على اعتبار أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأن الحجاب مدعاة للاحترام والتوقير، ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين، كما أن ربطها بصديقات عفيفات من بنات الحي والدراسة يفيد كثيرا في ذلك. من الوسائل المساعدة كذلك في دعوتها ونصحها الاستماع في حضرتها لدروس ومحاضرات حول العفة وحرمة العلاقات غير الشرعية، وشناعة الوقوع في الزنا كبيرة، وفعل سماه الله تعالى فاحشة عندما قال: ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا. كما أن تحذيرها من آثار الإعلام والانترنت والدردشة والأغاني والفيديو كليبات الغرامية يساعدها كثيرا في التخلص مما هي فيه. أما أبوك فينبغي نصحه كذلك بالسير على الطريق نفسه دون اللجوء للعقاب البدني والضرب. والله الموفق.