اعتبر المهندس محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن أي صراع أو مواجهة بين الحركات الإسلامية والأنظمة الحاكمة في العالم العربي إلا وكانت نتائجه في صالح خصوم الإسلام في الداخل أو الخارج. فهم لا ينتظرون وقوع الصراع ليستثمروه فحسب بل يفتعلون الفرص لتأجيجه. وأكد في حوار حي أجراه مع موقع إسلام أون لاين الإلكتروني حول موضوع مستقبل الجبهة الدينية في المغرب أن الفاعلين الدينيين بالمغرب هم جزء من الجبهة الدينية وأن هذه الأخيرة ليست مؤسسة قائمة الذات ولا تحتاج لأخذ اللواء من طرف أي مكون من مكوناتها، ولكنها في حاجة إلى تأسيس علاقة بين الفاعلين في الحقل الديني تأخذ صورا متعددة تتراوح بين التنسيق والتواصل والتشارك والدعم أو التعايش والاعتراف المتبادل أو التناصح والترشيد. وهذا أمر يحتاج لانخراط الجميع في هذا المفهوم ولا يجب أن يدعي أي فاعل أنه يمتلك الحقيقة المطلقة وأن يحتكر مجال الشراكة لتنظيمه أو هيئته. وأوضح أن فكرة الجبهة الدينية جاءت لتجاوز فكرالجماعة الناجية إلى فكر ينبني على توسيع المشترك مع الفاعلين الآخرين. وأشار إلى أن مستقبلها رهين باستصحاب المكاسب التي حققتها من قبل والبحث عن شركاء آخرين يمكن التحالف معهم والاصطفاف إلى جانبهم في خدمة بعض قضايا الأمة أو في مواجهة بعض أصناف الفساد. من جانب آخر أكد الحمداوي على أن انفتاح الحركة على الطرق الصوفية تقوم على محددات ذاتية تتعلق بمنهج الحركة القائم على فكر المشاركة والانفتاح، وأيضا محددات موضوعية ترتبط بالتهديدات الخارجية والعلمانية التي تريد توظيف الصوفية ضد الحركات الإسلامية، وأضاف بأن البحث عن المشترك ضمن العلاقة بباقي المكونات لا يعني التخلي عن الأهداف الإستراتيجية الأصلية للحركة القائمة على الإسهام في إقامة الدين وإصلاح المجتمع. وبين أنه في سياق انفتاح المكونات الدينية ينبغي الانتباه من الوقوع في أسر العقلية الطائفية، التي تمنع التناصح وتغلب المجاملات والسكوت عن الأخطاء تحت ذريعة أننا ضمن جبهة واحدة وهذا منطق غير سليم وغير محمود.