في بعض الأحيان أتفرج على التلفاز أو أطالع الجرائد والمجلات، فأصادف صورا مخلة بالحياء، فهل تحسب علي ذنوب النظر إلى تلك الصور الخليعة التي أصافها في كل مكان؟ يقول الله تعالى: {قل للمومنين يغضوا من أبصارهم ...}، ويقول سبحانه : {و قل للمومنات يغضضن من أبصارهن ...}. فغض البصر خلق رفيع دال على العفة التي يتصف المؤمن الصادق والمؤمنة الصادقة فلا ينظران إلى ما حرم الله النظر إليه. ذلك لأن النظر إلى ما حرم الله هو أول الطريق إلى ارتكاب الفاحشة. وقد أصبحت صور العري الفاضحة تملأ فضاء الإعلام المكتوب والمرئي وحتى بعض لوحات الإشهار الموجودة في الشارع، فضلا عن بعض مواقع الأنترنت، وقدعمت البلوى بذلك. والمطلوب من المؤمن أن لا يقصد النظر إلى مثل الصور... فإذا حدث ووقع النظر منه بدون قصد فلا شيء عليه، بل يصرف النظر ولا يديمه. فله النظرة الأولى وعليه الثانية. ومثل ذلك اللغو في الكلام و الفحش فيه. فالمؤمن إذا طرق سمعه مثل ذلك دون قصد منه فلا شيئ عليه. بل يطلب منه أن يصرف سمعه عنه لقول الله تعالى: وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه و قالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم. و الله أعلم. استعمال حبوب منع الحمل تزوجت منذ سنة، وكنت أعرف أن حبوب منع الحمل ضرورية لتنظيم النسل، لكن زوجي يرفض أن أستعملها لأنها حرام كما يقول، ومؤخرا أصبحت أعيش في خوف رهيب من أن أكون أرتكب حراما، فهل هي حقا حرام أم أن تنظيم النسل ضروري نظرا لتغيرات العصر؟ تنظيم النسل شيء ومنعه شيء آخر. والتدخل قبل الحمل شيء والتدخل بعده شيء آخر. فالأصل في تنظيم النسل الإباحة، ويمكن أن يكون في بعض الأحوال واجبا. أما منع الحمل و قطعه فالأصل فيه الحرمة و قد يكون مباحا في بعض الأحوال على أن لا يكون حكما عاما يلزم الكل، بل يبقى في دائرة الخصوصية، أي حالات خاصة تعالج كل واحدة منها على حدة. ونفس الأمر يسري على التدخل قبل الحمل وبعده، فالأصل في التدخل قبل الحمل الإباحة، وقد يصبح واجبا. والتدخل بعد الحمل الأصل فيه الحرمة وقد يصبح واجبا. وعليه، فتنظيم النسل أمر مباح شرعا، بالطرق المشروعة، وباتفاق الزوجين، وبعد إستشارة الطبيب المختص. ومن الطرق المشروعة العزل، و هو أن يقذف الزوج خارج رحم الزوجة وذلك برضاها. وقياسا على العزل يجوز استعمال حبوب منع الحمل بعد الإتفاق بين الزوجين واستشارة الطبيب المختص الذي يحدد نوع هذه الحبوب التي توافق صحة الزوجة ولا تكون لها مضاعفات جانبية قد تمنع الحمل نهائيا. إذن فتنظيم النسل عن طريق حبوب منع الحمل أو غيرها مباح شرعا. وقد يكون واجبا في بعض الحالات حفاظا على صحة الأم وصحة الرضيع من الغيل، و ضمانا لرعاية الأطفال الموجودين. أما المحرم شرعا باتفاق العلماء فهو تحديد النسل ومنعه بأي وسيلة كانت كاستئصال الرحم أو التعقيم ... والله أعلم.