تظاهر آلاف الأشخاص يوم السبت 15 مارس 2008 في العديد من المدن البريطانية الكبرى للمطالبة بانسحاب القوات البريطانية من العراق وأفغانستان وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة للغزو العسكري في العراق. واستنادا للمنظمين، تجمع ما بين 35 إلى 40 ألف شخص في ساحة ترافلغار (الطرف الأغر) في لندن ظهر أمس قبل التوجه إلى برلمان وستمنستر القريب. وقدرت شرطة سكتلنديارد عدد المتظاهرين بنحو عشرة آلاف. وفي الدول الاسكندنافية تظاهر المئات ضد الحرب في العراق. أما في بريطانيا فقد احتج المتظاهرون على هجوم أميركي محتمل على إيران ودعوا إلى رفع «الحصار» عن غزة. ومن بين الخطباء في ترافلغار سكوير توني بن السكرتير العام السابق لحكومة رئيس الوزراء السابق توني بلير الذي قال: إن «القوات في العراق جلبت الحزن. والشيء نفسه في أفغانستان». واعتبرت النائبة الأوروبية المدافعة عن البيئة كارولين لوكاس أن بلير وخليفته العمالي غوردن براون «يجب أن يحاكما على جرائم حرب أمام محكمة لاهاي الدولية. ويجب أيضاً أن يعلما أنه لا يمكن شق طريق إلى السلام بالاستعانة بالقنابل». ونظم هذه التظاهرة تحالف «stop the war» (أوقفوا الحرب) في إطار تعبئة عالمية بمناسبة الذكرى الخامسة للغزو الأميركي للعراق في 20 آذار 2003. وفي 2003 تظاهر نحو مليون شخص في لندن ضد الحرب على العراق. من جهة أخرى، واستناداً إلى الشرطة المحلية، سار ما بين ألف إلى 1500 شخص في مسيرة بعيد ظهر أمس في شوارع غلاسكو في اسكوتلندا. ورفع المتظاهرون لافتات وحملوا صفارات وتقدموا على وقع هتافات «حرروا العراق وفلسطين» و«أعيدوا القوات الآن». واعتبرت وزارة الخارجية البريطانية أن الاتهامات التي أطلقها المتظاهرون هي «ببساطة غير صحيحة» في ما خص العراق وأفغانستانوإيران وباكستان. وأشارت الوزارة إلى «التقدم المتواصل، وخاصة في المجال الأمني» الذي تم إحرازه في العراق، مؤكدة أن الحكومة البريطانية استخلصت العبر من أخطائها. وأضافت الوزارة: إن «قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان بصدد الفوز في المعركة ضد طالبان». وفي استوكهولم، تظاهر نحو 500 شخص ضد الوجود الأميركي في العراق رافعين لافتات كتب عليها «خمس سنوات من الحرب، مليون قتيل». وقال المتظاهر روبرت ليليا 27 عاماً: «الاحتلال انتهاك للقوانين الدولية، والمدنيون في العراق يعانون معاناة هائلة». بدوره شهد وسط العاصمة النروجية أوسلو تظاهرة ضد الحرب في العراق شارك فيها نحو مئتي شخص. وفي الدنمارك تجمع نحو مئة شخص في البورغ في شمال البلاد. وقال المتحدث باسم الشرطة المحلية أولي كريستنسن: «إنهم يتظاهرون كل عام في ذكرى غزو (العراق)... لقد جرت التظاهرة في هدوء». كما تجمع أكثر من 500 شخص، أغلبيتهم من الشبان، أمس السبت في لوس أنجلوس (كاليفورنيا، جنوب - شرق الولاياتالمتحدة) استعداداً للتظاهر ضد الحرب على العراق في الذكرى الخامسة للغزو العسكري الأميركي في هذا البلد. وبحسب شرطة لوس أنجلوس، تجمع 500 شخص على الأقل منذ الظهر في «هوليوود بولفار»، الشارع السياحي في المدينة. ومن المقرر أن ينظم هؤلاء المتظاهرون مسيرة تجوب خمسة شوارع في المدينة رافعين لافتات مناهضة للحرب ومناوئة للرئيس جورج بوش. ويأمل المنظمون انضمام الآلاف إلى مسيرتهم التي ستنتهي أمام مقر شبكة «سي إن إن» التلفزيونية في شارع «سانست بولفار» الشهير. ويتوقعون أيضاً مشاركة عدد من المسؤولين المنتخبين في الولاية وعدد من ممثلي هوليوود بينهم مارك روفالو.