كشفت استراتيجية 2008 - 2012 التي قدمتها وزير الصحة يوم الخميس الماضي في مناظرة، أن نسبة وفيات الأمهات بلغت 227 في كل مائة ألف ولادة حية، كما بلغت نسبة وفيات الأطفال 40 في كل ألف، ناهيك عن غياب التوازن بين الخدمات الصحية ما بين الجهات، وفيما بين العالم القروي والعالم الحضري، بالإضافة إلى أن التغطية الصحية لا تتعدى 30 في المائة من السكان. وتعاني المنظومة الصحية من اختلالات كبرى، تتمثل في صعوبة الولوج إلى العلاجات الصحية بالنسبة للفئات الأكثر هشاشة، ولسكان العالم القروي، مع توزيع غير عادل للخدمات الصحية على امتداد التراب الوطني، وغياب التكافؤ بين العرض والطلب لطلبات العلاج بالنسبة لبعض الأمراض خصوصا السكري والسرطان والقصور الكلوي، وأمراض القلب والشرايين والصحة العقلية.وأكدت الوثيقة المشار إليها، إلى أن تدبير المستشفياتت العمومية يعاني من مجموعة من النقائص تتمثل في التدبير الإداري الممركز مع غياب، الاستقلالية، وغياب التنظيم، وغياب الهيكلة والقانون الداخلي، وعدم التنسيق بين مراكز العلاجات الصحية الأساسية، والمستشفيات على المستوى الترابي، وعدم استعمال وسائل حديثة للتدبير والمراقبة، وقلة الكفاءات التدبيرية لمدراء المستشفيات، وسيادة التدبير التقليدي للأدوية الشيء الذي يؤدي إلى تبديدها.وسجل نص الاستراتيجية غياب سياسة دوائية حقيقية، وغياب سياسة للشراكة مع المجتمع المدني ومع القطاع الخاص، الذي يشتغل على هامش المنظومة الصحية بدون أية مشاركة متفق عليها في مجهود التكوين والاستثمار. وتطرق نص الاستراتيجية إلى عدد المؤسسات الصحية لكل مواطن، مؤكدة أن عدد المؤسسات العلاجية للصحة الأساسية عرفت تحسنا، إذ انتقل عددها من 394 سنة 1960 إلى 2578 سنة ,2006 في حين وصلت تغطية الساكنة التي كانت تقدر بـ 29500 نسمة سنة 1960 لكل مؤسسة، إلى 11980 نسمة لكل مؤسسة. في حين بلغ عدد الأطباء ما نسبته طبيب واحد لكل 1775 مواطن.وتحدث ملخص الاستراتيجية المذكورة عن ما أسمته المكتسبات الأساسية للمنظومة الصحية بالمغرب، أبرزت من خلالها أنه تم القضاء على بعض الأمراض كشلل الأطفال، والديفتيريا، والكزاز المولدي، والحصبة، والرمد الحبيبي، وحمى المستنقعات، والبلهارسيا، كما أكدت أنه تم تعميم التلقيح بنسبة وصلت إلى 95 في المائة سنة ,2006 وتطور استعمال موانع الحمل، وكذا مراقبة استيطانية داء السلّ، وتراجع أمراض العيون المعدية، وتعويض الأنسولين البشري 40 وحدة بالأنسولين البشري 100 وحدة، من أجل رفع السلامة وجودة العلاجات لفائدة مرضى داء السكري.