في بداية تصريحه أكد الدكتور عبد الوهاب الزيراري ، على أن الاحتفاء باليوم الوطني للمراة هو مناسبة هامة للتأكيد على ضرورة ولوج الخدمات الصحية، خاصة بالنسبة للأمهات الحوامل ومتابعة الحمل في وقت مبكر وذلك لتفادي المشاكل التي قد يتعرض لها الجنين أو الأم ، مشيرا إلى أن التقليص من عدد وفيات الأمهات هو من الأولويات الأساسية ، لوزارة الصحة إذ أن متابعة الحمل في وقت مبكر وتكثيف هذه المتابعة يساعد على تجنب المخاطر التي قد تحدث خلال الوضع وتشير الأرقام المنبثقة عن البحث الأخير للسكان (2004) أن وفيات الأمهات مرتفعة نسبيا مقارنة مع النمو السوسيو اقتصادي الذي يعرفه المغرب حيث تصل هذه النسبة إلى 227وفاة في كل 100000ولادة حية ،وتسجل سنويا وفاة 300ام داخل المستشفيات يكون السبب فيها النظام الصحي أو وصول الأم في حالة متأخرة وذلك راجع بالأساس إلى سيادة بعض المعتقدات الخاطئة التي تجعل الأم تستهين بضرورة المتابعة الطبية خلال فترة الحمل وبالتالي لا يمكن إنقاذها مهما كانت جودة الخدمات المقدمة لها كبيرة أو عدم توفر وسيلة من وسائل النقل لإيصالها إلى اقرب مستشفى مع أن بعض المشاكل الصحية التي قد تقع خلال الولادة قد لا تترك للام في حالة النزيف مثلا الكثير من الوقت لإنقاذها ..و قد بلغت وفيات الأطفال الرضع 40وفاة في كل ألف ، وهذا يرجع إلى عدة عوامل كغياب التوازن في الخدمات الصحية في مابين الجهات من ناحية وفي مابين العالم القروي والعالم الحضري من ناحية أخرى إضافة إلى أن التغطية الصحية لا تتعدى 30%من السكان ..ولان وفاة الأم هو بمثابة كارثة اجتماعية خاصة بالنسبة للأطفال الذين يفقدون أمهم في سن مبكرة ، يقول الدكتور الزيراري أخذت الوزارة على عاتقها تحدي تقليص نسبة الوفيات إلى حدودها الدنيا وذلك بتوفير ميزانية كبيرة لتزويد دور الولادة في المجال القروي بكل التجهيزات الطبية وأيضا توفير الموارد البشرية من أطباء أخصائيين في التوليد وممرضات وقابلات تلقين تكوينا وتدريبا في هذا الاختصاص، إضافة إلى نهج الوزارة أساليب تحفيزية لتعميم الخدمات الصحية وتشجيع العنصر البشري على العمل حتى في المناطق النائية التي أصبحت تتوفر على دور الولادة والى جانبها ما يسمى دور الأمومة والتي تنتقل إليها الأم أسبوعا قبل ولادتها وذلك تفاديا للتعقيدات التي قد تحدث خلال الولادة أو ما بعدها ب48ساعة التي تعتبر مرحلة حرجة بالنسبة للأمهات اللواتي يعانين من بعض الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم الذي تظهر أعراضه الخطيرة بعد ساعات من حدوث الولادة لذا نلح على النساء الحوامل ومن خلال هذا اليوم على ضرورة ولوج الخدمات الصحية ، فرغم أن الحمل هو حالة طبيعية إلا أن المتابعة الطبية أصبحت أيضا ضرورية لحماية صحة الأم والجنين وهذا من أولويات استراتيجيه وزارة الصحة 2008-2012والتي تهدف إلى توفير شروط ولادة بدون مخاطر للأمهات الحوامل و تقليص نسب وفيات الأمهات إلى 50 وفاة في كل 100000ولادة حية في أفق 2012وتقليص نسب وفيات الأطفال إلى 15وفاة عن كل 1000في افق2012 كما تهدف الوزارة إلى تحقيق التوازن في العرض الصحي مابين الجهات وما بين الوسط القروي والوسط الحضري..ويبقى ها اليوم الوطني للمرأة المغربية مناسبة جد هامة لنشر الوعي الصحي خصوصا بالنسبة للام والطفل..