أعلن وزير الصحة الشيخ بيد الله أمس بالرباط أن عدد الوفيات في صفوف الأمهات والأطفال مايزال مرتفعا بالرغم من المجهودات المبذولة في هذا الإطار. وقال الوزير، في كلمة له خلال لقاء بمناسبة اليوم العالمي للصحة نظمته وزارة الصحة بتعاون مع المنظمة العالمية للصحة، "رقمان مايزالان يقضان مضاجعنا ويتعلق الأمر بعدد الوفيات في صفوف الأمهات الذي بلغ 227 وفاة في 100 ألف حالة ولادة جديدة، وعدد الوفيات في صفوف الأطفال دون الخامسة الذي بلغ 48 حالة وفاة لكل ألف حالة"، ووصف الوزير هذه الأرقام ب المخيفة. وأضاف المسؤول الحكومي، في هذا اليوم الذي اتخذ له شعار لنمنح الفرصة لكل أم ولكل طفل في الحياة، أن هذه المعطيات لا تعكس الجهود المبذولة من قبل الوزارة في علاقتها بالشركاء. وذكر المسؤول الحكومي، في اللقاء الذي حضره أعضاء من الحكومة، أن وفيات الأمهات تعتبر حاليا أحد المقاييس الأساسية لتحديد المستوى الصحي العام للدول وفقا لمعايير المنظمة العالمية للصحة، وقال الوزير في سياق ذلك "إن هذه النسب المرتفعة تسائلنا جميعا وتحثنا على بذل مزيد من الجهد خاصة في مجال التحكم في محددات الصحة". وأشار الشيخ بيد الله في هذا السياق إلى أن الجهات الوصية ارتأت، بعد الاطلاع على تقرير اللجنة التي شكلت أخيرا لهذا الغرض، تغيير تعاملها مع هذه الإشكالية عبر إطلاق خطة طويلة قد تصل إلى خمس سنوات للوصول إلى النتائج المرجوة في غضون 2015 (تقليص ثلثين من وفيات الأمهات وثلاثة أرباع من وفيات الأطفال)، وذلك على الرغم من الوسائل التي رصدت لتطويق الظاهرة. وكشف الوزير أن 46 بالمائة من النساء الحوامل يعانين من فقر الدم مما ينعكس سلبا على صحة الأم والجنين في آن واحد، منبها إلى أن اتفاقية بغلاف مالي يقدر ب 3 ملايين دولار ستوقع قريبا لإغناء الدقيق بمادة الحديد وكذا محاربة العوز في المواد الصغيرة حجما لكنها تؤثر على الدخل القومي للبلدان. وفي سياق ذلك أعلن وزير الصحة عن اعتماد برنامج عمل يرتكز بالأساس على توسيع ولوج الخدمات الموجهة إلى الأم والطفل تجسيدا لسياسة القرب، مبرزا أن هذا المسعى سيتعزز بفضل خلق أقطاب لصحة الأم والطفل، وذلك في إطار برنامج الإصلاح الاستشفائي، مع إيلاء الاهتمام بالعالم القروي. وحدد الوزير بعضا من الإكراهات التي تؤثر على صحة الأم والطفل ويتعلق الأمر بمسألة ولوج الخدمات الصحية، وضمان وجودة هذه الخدمات، علاوة على أهمية تدبير وتنظيم المصالح الصحية وتعزيز التنسيق بين القطاعات المعنية، والانخراط الواعي لفعاليات المجمتع المدني والساكنة بشكل عام. وشهد اللقاء الصحي توقيع وزراء الصحة والتنمية الاجتماعية وتأهيل الاقتصاد والأوقاف والشؤون الإسلامية وممثل المنظمة العالمية للصحة بالمغرب إعلان المبادرة المغربية للتخفيض من وفيات الأمهات والمواليد الجدد". ممثل المنظمة العالمية للصحة بالمغرب الدكتور رؤوف بنعمار قال في تعليق له على هذه المبادرة إنها "مكسب كبير وخطوة مهمة على درب تحسين الوضعية الصحية بالمغرب، خاصة وفيات الأمهات والأطفال الرضع الذين يموتون في خلال شهر بعد الولادة، ومن ثم وضع الخطوط العريضة للعمل المشترك بين المتدخلين في هذا الميدان"، وأضاف في تصريح لالتجديد أن الأرقام المغربية بشكل إجمالي تبرهن على أن المغرب تقدم بخطوات لا بأس بها في العديد من المجالات الصحية، لكن بقي هناك "رقما يمكن أن يعتبر مرتفع النسبة بالمقارنة بما هو حاصل في المجالات الأخرى ويتعلق الأمر بنسبة وفيات الأمهات التي تعد ظاهرة لا بد من العناية بها وطنيا". محمد أفزاز