أكد قدورة فارس رئيس لجنة المفاوضات في السلطة الفلسطينية حول ملف الأسرى، أنه تقدم فعلياً بكتاب استقالته من اللجنة إلى رئيس السلطة محمود عباس يوم الأحد (24/2). وأوضح فارس أن السبب الجوهري لاستقالته يتصل بطريقة إدارة ملف المفاوضات، حيث أنه منذ تعيينه قيل أربعة عشر شهراً لم يستقبل مكالمة هاتفية واحدة من أي من المسؤولين عن المفاوضات، وتحديداً من رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أو رئيس طاقم المفاوضات أحمد قريع. وأشار إلى أنه دعا إلى اجتماع معهما لبلورة رؤية موحدة بشأن الملف لكن أحدا لم يرد عليه، وذكر أنه تم الاتصال بأحد أعضاء اللجنة للمشاركة في المفاوضات دون علم منه، في الوقت الذي تقتضي فيه الأصول أن تمر هذه الأمور عبر قنواتها الرسمية أي انطلاقا من رئاسة اللجنة وليس انطلاقاً من أعضائها، ولهذا لا أقبل أن أكون رئيسا للجنة التفاوض حول ملف الأسرى من دون صلاحيات، كما قال. وحمّل فارس مسؤولية تهميشه أو استبعاده وإفراغ مهمته من محتواها إلى رئيس لجنة المفاوضات تحديداً صائب عريقات وبدرجة أقل لأحمد قريع، وقال: أعتقد أن من يتحمل المسؤولية الكبرى في تغييبي هو صائب عريقات لأن أبو العلاء تم تعيينه منذ فترة قريبة كرئيس لطاقم المفاوضات، وأعتقد أنهم ينطلقون من رؤية تقول بأنهم بحاجة إلى خبراء وليس إلى مفاوضين وأنا لست خبيراً ولكنني مفاوض ، على حد تعبيره. لكن مصادر سياسية مطلعة داخل حركة فتح تحدثت لـ قدس برس وطلبت عدم الإشارة إلى اسمها، ذكرت أن أمر تهميش فارس عضو المجلس الثوري في حركة فتح هو أمر مقصود لذاته على خلفية العلاقة التي تربطه بالقيادي البارز في حركة فتح مروان البرغوثي الذي يعتبره أكثر المراقبين أنه الشخصية الأكثر قوة من الناحية السياسية في حركة فتح وأنه كان المرشح الأبرز لخلافة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وأنه لا يزال رقماً سياسياً يصعب تجاوزه في أي معادلة سياسية جديدة تتصل بحركة فتح . وهذا ما كان عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس محمد نزال قد أشار إليه في تصريحات سابقة له بأن سلطات الاحتلال الصهيوني شطبت اسم مروان البرغوثي من قائمة الأسرى الذين يتم الحديث بشأنهم في صفقة جلعاد شاليط بطلب شخصي من رئيس السلطة محمود عباس. وعلى الرغم من أن الرئاسة الفلسطينية وقتها قد نفت مسؤوليتها عن ذلك، إلا أن ما رشح من تراشق إعلامي بين قادة فتح على خلفية الإعداد للمؤتمر العام السادس ولا سيما بين تيار النائب محمد دحلان وحكم بلعاوي قد أكد أن الصراع على أشده بين أجنحة فتح وأن جهود الاستعداد للمؤتمر قد تفشل في إزالة كل العقبات، أو أنها ستكون جسرا لإحداث انشقاق سياسي كبير داخل حركة فتح .