توقف المشاركون في ندوة حول التنمية البشرية بإقليم السمارة عند مواطن الخلل في تفعيل برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم السمارة بعد أزيد من سنتين على انطلاقها. وعزا المتدخلون في هذه الندوة التي احتضنتها أخيرا دار المواطن بمناسبة الذكرى الـ 50 لتأسيس التعاون الوطني عوامل تعثر بعض مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في الإقليم إلى عدد من العناصر منها أساسا سوء اختيار المشاريع، وضعف الرهان على الجمعيات المدنية وطرق تسيير هذه الأخيرة، وبطء المساطر، وغياب ملاءمة بعض المشاريع للمحيط السوسيو ثقافي والبيئي، بالإضافة إلى ضعف التواصل في هذا المجال. كما ركز المتدخلون على بعض مظاهر الخلل البنيوي في العلاقة القائمة بين الإدارة والجمعيات الحاملة لمشاريع، داعين إلى ضرورة إعادة النظر في هذه العلاقة، خاصة وأن عددا من المشاريع أخفقت مباشرة بعد انطلاقها، وأنه لم يتم منذ انطلاق المبادرة الوطنية سوى إنجاز 40 في المائة من المشاريع التي رصد لها مبلغ ثلاثة ملايير ستنم خلال هذه الفترة. وبغاية تجاوز المعيقات الحالية وتصحيح بعض التصورات حول المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ركز الطالب أبويا حازم المنسق الجهوي للتعاون الوطني في عرض قدمه بالمناسبة على تفسير المفاهيم الأساسية في المبادرة خاصة ما يتعلق بالفئات المستهدفة والتي تعاني من الإقصاء الاجتماعي. موضحا أن المبادرة الوطنية للتنمية التي ما تزال في سنواتها الأولى وضعت آليات لتنفيذ برامج محاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي والهشاشة تتمثل أساسا في دعم الجمعيات العاملة في الميدان ومنحت صلاحية البت في نجاعة المشاريع للجان الإقليمية. كما أشار إلى ضرورة الانكباب على إنجاز دور الإيواء ومراكز الاستقبال لفائدة المشردين ومراكز للتكوين لفائدة المعاقين وغير المتمدرسين. ومن جانبه سلط سلامة الجامعي ممثل القسم الاجتماعي بالعمالة الضوء على أهمية دور المجتمع المدني في تفعيل فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وكذا على أهمية دور أجهزة الحكامة معتبرا الجمعيات شريكا أساسيا في محاربة الإقصاء الاجتماعي. ونظم بمدينة السمارة بمناسبة الذكرى الـ 50 لتأسيس التعاون الوطني التي نظمت هذه السنة تحت شعار 50 سنة من الخدمات الاجتماعية في خدمة التنمية ملتقى للحلاقة ومعرض جهوي لمختلف منتوجات المراكز، وذلك من 5 إلى 7 فبراير الجاري.