حينما يغتصب حسن ذي الربيع الخامس بدون وجه حق حينما توأد البراءة تحت براثين الخلاعة والنزوات الشاذة حين تمتهن الطهارة والصفاء تحت وطأة الكبت الجنسي والغطرسة الجبانة حينما يسيطر قانون الغاب، وتغيب معه قيم الزجر والردع..... ماذا عسى أن يصنع المرء في خضم هذا الوضع الشاذ، وماذا عسى أن تتيح لي الكتابة والتقرير، والقلب يفيض غيضا وحنقا، والفؤاد يعتصر جرحا، جرح الأم على فلذة كبدها. وأنى لي ولكل أم بل لكل ذي إحساس أن يستشعرغير المرارة والتقزز لفرط ما يسمع عن قرة العين المغتصبة، وما يعاينه من انتهاك جبان لها، وما حسن إلا اسم من قائمة طويلة استهدفت فأبيحت، أنى لكل ضمير حي أن لايتأثر لهذا الامتهان الخليع لفلذات أكبادنا، وهم حلاوة دنيانا وزينة حياتنا ومتعة وجودنا. وبالجملة- وبعيدا عن زخرف القول وتنميق الكلام خ حسن وغيره زهور أصابتها عين النزوات الشاذة.... فهل من قلوب رحيمة تفك معي شفرة هذا اللغز الخبيث، هذه العدوى السرطانية، هذه اللآفة الحيوانية.... سموها كما شئتم ولكن أجيبواعلى هذا السؤال المستفز: - أضاقت الدنيا على هؤلاء الوحوش بما رحبت حتى ولوا وجهتهم إلى أطفال في عمر الزهور؟؟ أجيبوا ولا تقفوا بالله عليكم إزاء هذه المصائب بقلوب بليدة، ومشاعرة باردة أقصى ملامحها: تعاطف خجول وتنديد محتشم وقلم جاف في هذا البيان وذاك الركن. بالله عليكم، كفانا من دغدغة المشاعر، والتنديد الموسمي، والاحتجاج الخجول، والالتفاتة العابرة...لأن ما ينتظره حسن - وهو إلى الآن طريح سرير في مستشفى ابن سينا- ومريم وأميمة وجعفر وسواهم كثير ومعهم ثلة من الأسر المصدومة والأمهات المكلومة، أكبر من كل انفعال أو ردود أفعال. ما ينتظرونه بل يترقبونه ونترقبه نحن بدورنا، هو تفعيل قانون جازر لهذا الكبث الهمجي الذي استباح المحرمات، واستحل الفلذات، وخلخل أنبل القناعات.. قانون يتابى على الفوارق الاجتماعية، ويضرب صفحا كل أشكال التمييز بين أبناء الكبار وأطفال المعوزين. قانون كالسيف البتار، يقتص من كل من سولت له نفسه التحرش بالأطفال أو النيل منهم، حينها فقط سنكفل لهذه الزهور شيئا من الأمان، وبعضا من الطمأنينة، وجرعات حلوة من المرح... لمطلبها يا سادة، يا أهل التشريع والقانون قولوا: نعم، ولصرخاتها وآهاتها قولوا: كفى بالله عليكم قولوا نعم قبل فوات الأوان، وقولوا كفى قبل أن تقض صرخاتهم مضاجعكم، ويؤرق نحيبهم سهاذكم. فهل من حياة يا ترى لمن ينادون؟