وأنها ترمز للتخلف وإحجام الحرية الجنسية التي يجب أن يمارسها أي فرد بدون أي قيود ولا ضوابط ، ومجلة " نيشان " ليست أول مرة تفتح ملفات ساخنة من هذا النوع بل إن خطها التحرير أصلا يعتمد على الجنس والكبت والشذود، ومن يتابع أعداد هذه المجلة سيعرف ما أقول. وبعودة لملف البكارة الذي نشرته "نيشان " بصور مثيرة وأخرى لأشخاص عراة داخل العدد حيث كتب على الصور( خاص ) وكأن المجلة حققت سبقا بأن عرضت صور عارية لتشبع شبق المكبوتين .. حتى صور العرا ولات سبق .. المهم أن المجلة قدمت شهادات قالت أنها لشبات وشبان أدلو برأيهم في موضوع متشعب بدون أن يفرض عليهم ما يقولون ، بل الحرية كانت هي سمة التعبير .. تقول صفاء - حسب تحقيق المجلة طبعا- (( شحال هادي كانت البنت كتتزوج على 16 عام، دابا أنا عندي 32 عام ومازال متزوجت كي بغاوني ندير))؟ هكذا تكلمت صفاء التي تسكن مع صديقها حياة جنسية عادية وتعتبر ذلك أمرا عاديا -كما تقول المجلة- التي تضيف في تحقيقها رأي الاخصائية عزيزة بناني سميرس وهي بالمناسبة مؤسسة الجمعية المغربية للسيكولوجيا، هذه " الاخصائية " تقول أن الأمر - أي ما قالته صفاء- هو تمرين جسدي وحاجة طبيعية مثله مثل الأكل والنوم والشرب، هكاوا على طبيعي وزيدها تزيدك .. أمين 32 سنة إطار عالي كما تقدمه المجلة حيث يقول بشكل حاسم (( مبقاتش في المغرب شي وحدة عزبة )) ثم تزبد صاحبت التحقيق في تدعيم أيديولوجياتها حول " تفاهة البكارة " لتقول ((البنات كانوا كيحشمو يقولو مبقاوش عزبات، اليوم العزبات كيضحكو عليهم صحاباتهم وركزوا الآن عن ما تريد مجلة " نيشان " أن تدخله لرؤوسكم وفي آخر الأسطر سنعرف السبب طبعا .. المجلة تضيف في تحقيقها "التحفة " وتقول صاحبته ( نادية لمليلي) أن العذرية لم تعد ضرورة ملحة، ثم تقدم شهادة أخرى لصفاء التي تقول (( أن الاستغناء عن العذرية مسألة منطق ومبدأ فقد كان إختياري أن أستمتع بحياة جنسية حقيقة بدون عقد ولا طابوهات )) دابا المغاربة المحافظين على تقاليدهم ودينهم ويحترمون أنفسهم ويصونون شرفهم أصبحوا معقدين طيب معلينشا لنتمم ما جاء في تحقيق المجلة .. فنادية إطار في القطاع الخاص تقول (( فقدت عذريتي منذ سن 20 وبصراحة لن أندم أبدا عما فعلت )) وهنا تريد المجلة أن تزيل عقدة الذنب للذين فقدوا بكاراتهم أو أنها تعطي الضوء الأخضر لمن مازال يحتفظ بها لكي يقدم على " الإنفتاح المعلوم " .. ثم تظيف أن أحد الإخصائيين قال لها يوما - والعهدة عليها - ((أننا لا نفقد عذريتنا بل نربح خطوة في طريق التحضر )) واهيا واهيا على التحضر فقدان العذرية والممارسة الجنسية أصبحت من علامات التحضر . زيدها تزيدك .. أما نجاة 40 سنة فتقول أن لها إبنة وستعلمها أن الحرية الجنسية جزء من الحرية بشكل عام.. أما سعد 32 سنة فيقول (( أنه يكره البنت العزبة والمحافظة على الجلدة ويضيف أنه لعجباتو شي درية غادي يقول ليها يسيري ديري شي عملية حيدي البكارة وعاد آجي لعندي )).. بملف المجلة التحفة هذا تكون مجلة " نيشان " خرجات ليها بطاي طاي خصوصا حينما تدعو الكل لفك عقدة التخلف التي في نظرها تكمن في البكارة وفي حشومة وعيب وأن التحضر الحقيقي يتمثل في الممارسة الجنسية بدون قيد أو شرط وان التقدم يعني أن تكون لنا حرية مطلق مع أن لا شيء مطلق في الكون أبدا .. مجلة " نيشان" ذكرت بشكل محتشم الدراسة التي قامت بها نادية قادري اخصائية نفسية في المركز الاستشفائي ابن رشد شعبة ( علم الجنس الكلينيكي ) التي أفرزت دراستها أن98 في المائة من الشابات المستجوبون عن العذرية صرحوا أن العذرية ضرورية للزواج ، إذن ما تقدمه لنا مجلة " نيشان " هي فئة - إن كانت استجواباتهم صحيحة اصلا - هم فئة قليلة تريد أن ترمي بهذا المجتمع لدروب ليس لها من دون الله كاشفة ولكي نفهم ما تقوم به " نيشان " من ملفات أكثرها جنسي أو سب في الدين والتقليل من أهيمته كما جاء في عددها عن الرسوم الكاريكاتوية ندرك أن صاحب الشركة التي يصدر مجلة " نيشان " و" تيل كيل " هو يهودي إسمه (( سيرفان شاريبر)) وهو مالك أغلب أسهم الشرك التي تصدر هاتين المجلتين لذا لا يجب ان نستغرب حينما ندرك أن بن شمسي هو فقط بيدق في لعبة أكبر منه أصلا. وهي لعبة إنغمست فيها القناة الثانية بإحتفالها بالكاتب الشاذ جنسا عبد الله الطايع ، وعلى نفس المنوال صارت السلطات في مكناس في تخليد يوم وطني للخمر وخُتمت مؤخرا بزواج شاذين جنسيا بالقصر الكبير .. فاللهم لا يسألك المغاربة رد القضاء، بل يسألونك اللطف فيه. بقلم:خالد البرحلي [email protected]