كشف الاحتفال بعيد الميلاد الثالث لمدينة تامنصوت في 25 يناير 2008 عن تذمر بعض المستفيدين من ما أسموه بطء الأشغال في ظل انتظاراتهم لتسلم مفاتيح شققهم وفي ظل ارتفاع أسعار العقار بمدينة مراكش. وقال مهتمون إن المدينةالجديدة فعلا أخلفت الموعد في استقبال هذه الأسر للسنة الثانية على التوالي، بعدما كان مقررا الاستفادة الأولى للأسر في غضون سنة ,2006 حسب العديد من تصريحات أحمد توفيق حجيرة الوزير المنتدب المكلف بالإسكان والتعمير. وأضافت المصادر ذاتها أن السلطات الوصية لم تتمكن من التخفيف من الضغط المتزايد على مدينة مراكش، ولم تتمكن من التحكم في التوسع العمراني للمراكز المجاورة لها، كما لم تستطع المدينة الناشئة أن تخلق لحد الآن رواجا اقتصاديا، أو تنوعا في السكن والمرافق، يرقى إلى مدينة متكاملة ومنسجمة. وكشفت الزيارة ، التي قامت بها لجنة برلمانية إلى جانب كل من وزير النقل ووزير الإسكان في إطار هذا الاحتفال، عن وجود نظرة ربحية متحكمة لا تسعى إلى توفير سكن لائق لساكنة المدينةالجديدة حسب المصادر نفسها، ذلك أن المنازل المنشأة في إطار برنامج السكن الاقتصادي والاجتماعي لن تستطيع إيواء أسر من 4 أفراد مثلا نظرا لحجمها الصغير جدا، وحيث المرافق مصغرة بشكل مريب. كما أن تجزئات بكاملها تفتقد إلى مرافق عمومية لحد الآن، ذلك أنه لم يقرر بناء إلا مسجد واحد هو في طور البناء الآن، في حين يتخوف الساكنة أن يحدث ما وقع في أحياء جديدة بنيت بمراكش ولم يكن بها عدد كاف من المرافق الاجتماعية والاقتصادية. من جهة ثانية يعتبر المسؤولون بمؤسسة العمران مدينة تامنصورت إحدى التجارب العقارية الرائدة بالنسبة للبرنامج المغربي لبناء المدن الجديدة والمدن الكوكبية، يتم إنجازها في إطار شراكة بين الدولة والقطاع الخاص منذ ,2005 وأصبحت حسب المصادر ذاتها ورشا لخلق دينامية اقتصادية واجتماعية بالجهة، ذلك أن مبلغ الاستثمار الذي تم رصده بلغ 1314 مليون درهم، وهو ما سيمكن من تخفيف الضغط عن مدينة مراكش وخلق 6400 منصب شغل مباشر و350 ألف و800 يوم شغل. وحسب تقرير للمؤسسة المذكورة فإن التطور المرتقب للساكنة بمدينة تامنصورت تبعا لدينامية الاستثمارات الجديدة، سيشهد وتيرة سريعة، حيث ستنتقل عدد المساكن المعدة للسكن من 500 مسكن لفائدة 2150 مواطن سنة 2006 إلى 7250 مسكن سنة 2008 لفائدة 51 ألفا و600 مواطن، وسينعقد حجم المساكن المبنية إلى 5500 مسكن بطاقة استيعابية تصل إلى 23 ألفا و650 نسمة سنة .2009 ومن المنتظر أن تبلغ عدد المساكن المنجزة في إطار مشروع تامنصورت 50 ألفا و500 مسكن سنة ,2015 وهو الأمر الذي سيرفع من عدد السكان إلى حوالي 200 ألف نسمة. وبالموازاة مع إنشاء المدينة سيتم إنشاء خمسة مناطق صناعية وسياحية في مواقع قريبة، ضمنها منطقة متخصصة في تقنيات المعلومات والخدمات عن بعد (الاوفشورينج)، والتي ستشكل، بالإضافة إلى الفضاءات المخصصة داخل المدينة للأنشطة التجارية والصناعية الخفيفة والصناعات التقليدية، العمود الفقري لاقتصاد مدينة تامنصورت. كما ستضم مدينة تامنصورت مستشفى جهويا كبيرا، ومنشآت رياضية وترفيهية، وملحقة لجامعة القاضي عياض بمراكش. يذكر أن زيارة كل من وزير التجهيز والنقل ووزير الإسكان والتعمير كانت في إطار تدشين شبكة الإنارة العمومية على طول الطريق بين مراكش وتامنصورت. وأنجز هذا المشروع، الذي كلف غلافا ماليا يقدر ب8 ملايين درهم على مسافة تقدر ب9 كيلومترات، من طرف شركة العمران مراكش بشراكة مع المنعشين العقاريين والهادف إلى وضع350 عمودا كهربائيا.