أخلت مؤسسة العمران بالتزاماتها اتجاه انتظارات الساكنة بحلول الذكرى الخامسة لإنشاء مدينة تامنصورت قرب مدينة مراكش، وذلك حسب شهادة عدد من المتتبعين والمواطنين، فيما كشفت زيارة ميدانية لالتجديد بمناسبة الاحتفال الذي حضره الوزير احجيرة يوم 25 دجنبر عن معاناة كثير من الساكنة من بطء الأشغال، ومن وعدم وجود مرافق أساسية صحية واجتماعية وتعليمية ودينية وأمنية، في الوقت الذي مازال آخرون ينتظرون لأزيد من أربع سنوات تسليم مفاتيح شققهم، وآخرون يفكرون في هجرة مضادة إلى المدينة الأم كما قال ذلك محمد الكنوشي رئيس ودادية السلام. وقال مواطنون إنهم فوجئوا بشقق سكنية بمساحة أقل من التي كانت مقررة (52 م2 بدل 60 أو 74 م2 )، مشيرين أنهم يعانون كثيرا من أخطاء في ربط منازلهم بشبكة الماء والكهرباء، كما أن مجاري الصرف الصحي لا تتوفر على الحد الأدنى من معايير الجودة والسلامة. وأوضحت سيدة أن تسوق بعض الأمور البسيطة يتطلب النزول إلى مدينة مراكش، ويكلف السكان مبالغ إضافية، وفي ظل وجود حافلة وحيدة لنقل الركاب. ووصف مواطن آخر تامنصورت بالمدينة الشبح؛ لعدم وجود مركز للتمريض على الأقل بالرغم من الشكايات الكثيرة التي وصلت إلى المسؤولين، كما أن عددا من المواطنين توفوا بسبب عدم وجود سيارات إسعاف. وأضاف آخر أن السكن الاجتماعي وصل ثمنه إلى 34 مليونا بتدخل السماسرة وسيادة قانون النوار، مشيرا إضافة إلى ذلك أنه يفاجأ في كل مرة بأقساط يجب تأديتها عاجلا، في الوقت الذي وجد الشقة عبارة عن قفص يأوي العائلة لا غير، ومن يريد التصبين عليه أن يستعمل المطبخ. وقال آخر بانعدام بعض المرافق كالمسجد والخزانة والحديقة والحمام، أما المدرسة فهي بعيدة جدا، في الوقت الذي أشار تلاميذ أن قطع الطريق العريضة إلى المدرسة يوميا يعتبر مغامرة حقيقية. وقال جواد البصري رئيس المجلس الجهوي لهيئة المهندسين المعماريين بمراكش إن تامنصورت التي لا تبعد عن مراكش سوى 7 كلم لن تكون مدينة جديدة قائمة الذات؛ ولكن كحي جديد من المدينة الأم، وهو إشكال كبير، كما أن أخطاء كبيرة ارتبكت في مجال التهيئة، فيما أوضح الدكتور بنمير الباحث في التخطيط الحضري أن فكرة إنشاء مدينة كوكبية أخذت من إسبانيا، لكن تطبيقها في المغرب كان سيئا للغاية بسبب عدم وجود بنية تحتية مناسبة وسياسة عقارية غير معقلنة، وأضاف أن النتيجة هي ميلاد مدينة ميتة تفتقر إلى أبسط شروط الحياة الحضرية، والدليل وجود 20 ألف نسمة فقط في ظروف صعبة جدا، في الوقت الذي كانت العمران تنتظر 200 ألف نسمة وتريد الوصول إلى 300 ألف نسمة. وقال أحمد الشهبوني، رئيس مركز التنمية الجهوي تانسيفت، إن مؤشرات التنمية البشرية من خدمات أساسية وأخرى تكميلية غائبة في تامنصورت، مشيرا أن عدم التفكير في مطرح للأزبال سيطرح مشكلا بيئيا كبيرا. في المقابل، قال محمد حصيص، المسؤول في مؤسسة العمران، إن خمس سنوات في عمر مدينة قليل جدا ويجب الانتظار من أجل الحكم عليها، في الوقت الذي ذكر بلاغ صحفي أن توفيق احجيرة وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية قام بتدشين وإعطاء انطلاقة مجموعة من المشاريع بقيمة مالية إجمالية تزيد عن 135 مليون درهم، منها الثانوية التأهيلية الأمير مولاي الحسن التي تم تدشينها بهذه المناسبة، بكلفة إجمالية قدرها 15 مليون درهم. وسيمكن هذا المرفق من تدعيم وتقوية البنية التحتية الحالية. ومنها إعطاء انطلاقة عمليتين في إطار البرنامج الوطني للسكن بقيمة 140,000 درهم، بغلاف مالي إجمالي يناهز 78 مليون درهم. أما فيما يتعلق بحماية البيئة، فقد أعطى انطلاقة برنامج غرس أزيد من 50,000 شجرة بإستثمار مالي يفوق 1,6 مليون درهم، وكل مشاريع اعتبرت غير كافية، ولا تستجيب إلى الوعود المقدمة للسكان.