أكد مختلف المتدخلين في الندوة الوطنية التي نظمتها العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية، مساء السبت الماضي بالرباط تحت عنوان: محاربة الأمية رهان لتحقيق التنمية بالوطن العربي، أن عدد الأميين في العالم العربي قد تزايد بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، إذ بلغ سبعين مليون شخصا بالعالم العربي سنة ,2006 حسب ما أورده البلاغ الأخير لمنظمة الإليكسو. كما أن من بين ثلاثمة آلاف شخص عربي يوجد مائة أمي، وهذا ما اعتبره عيسى المالكي، الكاتب العام للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية أمرا خطيرا يستدعي التفكير الجاد واتخاذ إجراءات جريئة لأن الأمر يتعلق بتحرير طاقات من مرض الأمية الذي يصيب صاحبه بالشلل، والذي يعيق التنمية المستدامة للبلاد. وتم خلال هذه الندوة المذكورة تكريم عدد من الشخصيات التي كان لها دور بارز في مجال محو الأمية، وقد ألقت الفنانة نعيمة المشرقي المكرمة خلال هذا الحفل كلمة أوضحت فيها الدور الكبير الذي لعبه برنامج ألف لام باعتباره برنامجا متكاملا لمحو الأمية يشمل الصورة والصوت والكتابة، كما أبلغت عن رغبتها في إعطاء المزيد من الاهتمام بالمجال التربوي والمعرفي في المغرب وخلق مركبات ثقافية ومكتبات توفر للناشئة الظروف الملائمة من أجل التعلم. وعبر مولاي أحمد العلوي في مداخلته، عن رغبته الأكيدة في تكثيف الجهود من أجل محاربة هذا الوباء الفتاك نظرا لما له انعكاسات سلبية داخل المجتمع ولكونه كرس التطرف والجهل والإرهاب. وفي السياق ذاته أوضح العلوي أن الفن المغربي بمختلف أشكاله، يساهم في نشر ثقافة محو الأمية. ودق المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم منجي بو سنينة ناقوس الخطر الذي تشكله الأمية، باعتبارها التحدي الأساسي الذي يواجه العالم العربي في القرن الحادي والعشرين، خاصة وأن عدد الأميين انتقل من واحد وستين مليون شخص سنة 2003 إلى 70 مليون سنة .2006 وفي نفس السياق دعا الخبيران في مجال محو الأمية حسن صميلي ومولاي محمد العراقي إلى المزيد من الاهتمام بمحاربتها ودعم المبادرات الهادفة إلى الحد من هذا الوباء، من أجل الدفع بالمتسقبل التنموي للبلاد وربح رهان التنمية المستدامة الذي تسير كافة الشعوب في طريقه. وتم في اليوم نفسه التوقيع على اتفاقية شراكة بين العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية، والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة، (أليسكو). وتتوخى هذه الاتفاقية تبادل الخبرات والتجارب في مجال محاربة الأمية، فضلا عن دعم برامج التكوين بين الجانبين.