0 أعلنت مديرية محاربة الأمية التابعة لقطاع محاربة الأمية والتربية غير النظامية، اليوم الجمعة بالرباط، أنه سيتم خلال شهر فبراير المقبل ،الشروع في بث دروس محو الأمية على القناتين التلفزيتين الأولى والرابعة. وأوضح مدير محاربة الأمية السيد الحبيب ندير، خلال ندوة في موضوع "محو الأمية ورهان التنمية بالمنطقة العربية"، التي تنظم بمناسبة تخليد اليوم العربي لمحو الأمية، أن الوزارة ستعمل بتنسيق مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة من أجل بدء العمل ب "التلفزة المدرسية"، والتي ستخصص جزءا من برامجها لمحاربة الأمية وللتربية غير النظامية من خلال برمجة دروس للراغبين في تعلم القراءة والكتابة. وأكد ، من جهة أخرى، أن المغرب يتوخى تقليص النسبة العامة للأمية إلى أقل من 20 في المائة في أفق عام 2010، على أن يتم محوها بشكل شبه تام في أفق 2015 ،مشيرا الى أنه يتيعن أن تأخذ برمجة عمليات محاربة الأمية بعين الاعتبار ما تتطلبه كل الفئات المستهدفة من بيداغوجية خاصة وملائمة لسنها ولحالتها الاجتماعية والمهنية ، وبالتالي وضع مخططات خاصة بكل فئة، سواء من حيث التنظيم أو المحتوى . من جانبه، أكد ممثل اليونسكو بالرباط السيد عبد اللطيف قسامي، خلال عرض في موضوع " الأمية بمنطقة البلدان العربية ..الوضعية والتحديات"، أن محاربة الأمية تعد إلزاما اجتماعيا للدولة وتمثل عاملا محددا للرفع من مستوى النسيج الاقتصادي بواسطة تحسين مستوى الموارد البشرية لمواكبة تطور الوحدات الإنتاجية. وتوقف السيد قسامي عند بعض المنجزات في مجال محاربة الأمية في البلدان العربية، مذكرا بأن 60 مليون نسمة من ساكنة العالم العربي التي تصل إلى 320 مليون نسمة، لا تعرف القراءة والكتابة. وأكد السيد قسامي استنادا إلى التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع برسم سنة 2009، على ضرورة الإقرار بتطور مستويات القراء بهذه المنطقة خلال السنوات الأخيرة، مشيرا ، انطلاقا من التجربة المغربية ، إلى تحسن مستوى التمدرس وانخفاض نسبة الأمية من 43 في المائة سنة 2004، إلى 32 في المائة سنة 2009 . وعزا السيد قسامي هذا التحسن ، بالأساس، إلى ارتفاع مستوى الإنفاق العمومي في مجال التربية ، حيث تفوق الميزانية المخصصة لذلك 20 في المائة من الميزانية العامة للدولة، وكذا توسيع التنسيق والشراكة مع باقي المتدخلين. وحسب إحصائيات قطاع محاربة الأمية والتربية غير النظامية، فقد عرف عدد المستفيدين من برامج محو الأمية ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الست الأخيرة حيث بلغ حوالي 4 ملايين شخص ، وهو ضعف العدد المتراكم خلال العشرين سنة الماضية . وتمثل النساء أكثر من 80 في المائة من مجموع المستفيدين من هذه البرامج التي تستهدف الساكنة الأمية البالغة 15 سنة فما فوق ، مع إعطاء الأولوية للنساء. ويأتي تنظيم هذه الندوة لرصد واقع الأمية بالبلدان العربية والتحديات التي تواجهها دول المنطقة ، والوقوف على المجهودات المبذولة على المستوى الوطني في هذا المجال ، إلى جانب إبراز علاقة محو الأمية بالتنمية المحلية. وتهدف الندوة حسب المنظمين الى التحسيس والتوعية الشاملة بظاهرة الأمية وإشكالياتها، وكذا تقييم الجهود المبذولة في مكافحتها بشكل فعال في المنطقة العربية.