تم اليوم الثلاثاء بالرباط التوقيع على تسع اتفاقيات تتعلق بمحو الأمية الوظيفية في قطاع الصناعة التقليدية. وقد تم توقيع هذه الاتفاقيات بين وكالة الشراكة من أجل التنمية وتسع جمعيات، هي (الاتحاد الوطني للمرأة المغربية) بوجدة، و(المرأة والعمل) و(التربية والتنمية) بالرباط، و(تنمية الأطلس المتوسط) بآزرو، و(مركز تنمية جهة تانسيفت)، ومؤسسة (زاكورة للتربية)، و(مركز حقوق الناس) بفاس، و(الشبكة الجمعوية من أجل التربية والتكوين) بمريرت. وتبلغ تكلفة الشطر الأول من برنامج محو الأمية الوظيفية والتكوين المهني الذي يرمي إلى محو الأمية ل30 ألف صانع من بينهم 40 في المائة من النساء و20 في المائة من سكان العالم القروي الذين يشتغلون في الصناعة التقليدية 672 ألف دولار. ويندرج توقيع هذه الاتفاقيات في إطار ميثاق حساب تحدي الألفية -المغرب الموقع في 31 غشت 2007 بين حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية ممثلة في مؤسسة تحدي الألفية والحكومة المغربية. ويتوخى برنامج تحدي الألفية الذي تبلغ تكلفته الإجمالية ستة ملايين دولار برسم الفترة الممتدة من يناير 2010 إلى يونيو 2011، بالنسبة للشطر الأول، محو الأمية ل`69 ألف مستفيد ينتمون لقطاعات الصناعة التقليدية والفلاحة والصيد البحري. ويرمي هذا البرنامج إلى تزويد الصناع التقليديين والفلاحين والصيادين بالكفاءات الأساسية اللازمة لإنجاح تنفيذ وضمان استمرارية المشاريع القطاعية الثلاث التي أعطت وكالة تنمية الشراكة من أجل التنمية انطلاقتها، المتمثلة في زراعة الأشجار المثمرة والصيد التقليدي والصناعة التقليدية ومدينة فاس. وتعتزم الوكالة باختيارها لمحو الأمية الوظيفية للصانع التقليدي جعل التنمية في خدمة النمو والتنمية الاقتصادية للمملكة ومحاربة الفقر والهشاشة في صفوف الصناع، وتعزيز تنافسية الموارد البشرية حتى تتأقلم مع مختلف التغيرات التقنية و التكنولوجية. وسيتم تنظيم عملية محو الأمية الوظيفية على ثلاث مراحل تتمتد على أربع سنوات، حيث ستعطى الانطلاقة للمرحلة الأولى التي تشمل 5100 مستفيد ابتداء من يناير الجاري، تليها مرحلة ثانية تشمل 10 آلاف مستفيد ابتداء من أكتوبر 2010 ومرحلة أخيرة تشمل 15 ألف مستفيد في أكتوبر 2011. ويتضمن نظام محو الأمية الوظيفية الذي يمتد على مدى 18 شهرا اكتساب الكفاءات الأساسية في مجال القراءة والكتابة والحساب وامتلاك القدرات اللازمة للحياة داخل الأسرة والمجتمع والمجال المهني واكتساب كفاءات مهنية عرضية. وأكد السيد أنيس بيرو كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية في كلمة بالمناسبة، أن محاربة الأمية الوظيفية للصناع التقليديين تندرج في "صميم فلسفة البرنامج التنموي الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس لمحاربة الفقر والإقصاء، والمتمثل في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية". وأوضح أن برنامج محو الأمية الوظيفية داخل قطاع الصناعة التقليدية، الذي تصل فيه نسبة الأمية إلى 30 في المائة، سيمكن من تحسين شروط عيش الصناع التقليديين ويتيح لهم الاستفادة من التقنيات الحديثة وتعزيز تنافسيتهم وفهم أكبر لتوجهات السوق واحتياجات المستهلك. من جهته، اعتبر السيد مراد عبيد المدير العام لوكالة الشراكة من أجل التنمية أن برنامج محو الأمية الوظيفية في قطاع الصناعة التقليدية من شأنه أن يرفع من كفاءته المهنية ويدمجه بشكل أفضل في سوق الشغل. أما السيد صامويل كابلان سفير الولاياتالمتحدة بالمغرب فقد أشاد بروابط الصداقة المتينة والعريقة التي تجمع بين الشعبين المغربي والأمريكي وبالشراكة المتميزة والنموذجية التي تجمعهما، واصفا برنامج محو الأمية الوظيفية بالطموح خاصة وأنه يرمي إلى النهوض بالوضعية الاقتصادية للصناع. من جانبه، عزا السيد الحبيب ندير مدير محاربة الأمية بوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر، اختيار قطاع الصناعة التقليدية لمحاربة الأمية الوظيفية، لكونه القطاع الأكثر تضررا بهذه الآفة حيث تصل إلى 30 في المائة في القطاع، مقابل 60 في المائة في قطاع الفلاحة و34 في المائة في قطاع الصيد البحري. من جهته أوضح السيد فيليب كيو ممثل منظمة (اليونيسكو) بالمغرب العربي، أن برنامج محو الأمية الوظيفية للصانع التقليدي يعتمد على مقاربة جديدة تقوم على المواكبة والمتابعة والجودة وفتح آفاق مهنية جديدة. ويتضمن برنامج هذا اللقاء جلسة عمل ، تنعقد بعد الزوال، حول كيفية انجاز تدبير برنامج محو الأمية الوظيفية وكذا تقديم ومناقشة أدوات وإجراءات التدبير على الأصعدة الإدارية والمالية والتربوية.