شاركت جماهير غفيرة من المواطنين الفلسطينيين في مسيرات حاشدة دعت إليها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، جابت شوارع محافظتي غزة والشمال، تنديداً بزيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يزور الكيان الصهيوني والضفة الغربية. فقد انطلقت المسيرات مساء الأربعاء (9/1) من مختلف مناطق ومساجد محافظتي غزة والشمال، متوجهة إلى منطقة الصفطاوي في شمال غزة حيث تجمر عشرات الآلاف هناك، وسط هتافات وتكبيرات من قبل المشاركين برفض زيارة بوش والتشديد على رفضهم الاعتراف بالاحتلال. وأكد النائب مشير المصري أمين سر كتلة "حماس" في المجلس التشريعي أن زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش للمنطقة جاءت "لتشجيع قيادة السلطة الفلسطينية على مواصلة تطبيق خارطة الطريق من طرف واحد لتفكيك المقاومة وملاحقة المقاومين بالضفة الغربية ومصادرة أسلحة المقاومة وتكريس الانقسام ورفض الحوار الفلسطيني الداخلي". وقال المصري في كلمة له مساء الأربعاء في نهاية المسيرات، التي شاركت فيها أيضاً قوى وفصائل فلسطينية مختلفة: "إن هذه الزيارة المشؤومة لبوش ما هي إلا لدفع رئيس وزراء الاحتلال إيهود أولمرت وحكومته ومنحهم الضوء الأخضر لعمليات الاستيطان والعدوان بحق شعبنا". وقال القيادي البرلماني: "رسالتنا اليوم إلى كل المهرولين نحو الفوز بشهادة حسن السير والسلوك من قبل بوش وأمريكيا من خلال التنسيق الأمريكي بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية وتكامل الأدوار وتبادلها في ملاحقة المجاهدين واعتقالهم ومصادرة أسلحتهم". وأضاف أن آخر هذا التنسيق الأمني كانت "جريمة التناوب وتبادر الأدوار في اعتقال قياديين من قادة حماس في الضفة الغربية وهما الشيخان حسين أبو كويك وفرج رمانة وغيرهم من القادة والمقاومين، وزج أكثر من ألف وخمسمائة من أبناء حماس في سجون "حكومة" فياض (غير الدستورية)". وتابع: "جئنا اليوم صرخة من غزة هاشم وكلمة الحق والوفاء لمسيرة الشهداء والجرحى والأسرى لنقول إن دايتون (المنسق الأمني الأمريكي) مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية فشل في مخططه وفشل في الانقلاب على نتائج الانتخابات وفشل رغم السلاح والمال الأمريكي". وأكد المصري أن هذه الجماهير "جاءت لتقول إن كل قوى الأرض لن تسقط المقاومة ولن تشطبها رغم ملاحقة المجاهدين ومصادرة السلاح ورغم اعتقالهم ورغم التعاون مع الاحتلال ولو نُشرنا بالمناشير وقُرضنا بالمقاريض لن تشطب المقاومة وستبقى حماس والمقاومة عصية على الانكسار". وأشار إلى أنه "لو سُمح لجماهير الضفة وحركة "حماس" في الضفة الغربية أن تعبر عن رفضها وأن تستنكر هذه الزيارة لخرجت بالآلاف في شوارع رام الله وهي تقول لا لبوش ولا لأولمرت ولا لكل أزلام أمريكا في الساحة الفلسطينية". وخاطب القيادي في "حماس" المراهنين على بوش وإدارته الأمريكية وإسرائيل "كفاكم عبثا بالقضية الفلسطينية وبمسيرة الشهداء والجرحى والأسرى، فأمريكا هي التي أصدرت ما يزيد عن أربعين قرار فيتو ضد الشعب الفلسطيني ومصالحه". وقال: "لقد بات مؤكداً لدي الجميع أن المنح السخية التي قدمت إلى رئاسة السلطة و"حكومة" سلام فياض وعصابته غير الشرعية في الضفة الغربية إنما قدمت كأجر لملاحقة المقاومة ومصادرة أسلحتها وبيع ما تبقى من القضية الفلسطينية". وتابع المصري قائلاً: "نقول لبوش ولكل الذين يراهنون على المفاوضات والتنسيق الأمني والمنح المالية السياسية إن الشعب الفلسطيني لا يشترى بالمال السياسي، وإن شعبنا لا يبيع القدس بالمال السياسي ولا بالمالي الأمريكي ولن يتخلى عن حقوقه وثوابته مهما قدمت له الأموال السياسية". وخاطب النائب الفلسطيني بوش قائلاًَ: "فشل أزلامك يا بوش في الأراضي الفلسطينية في الإجهاز على حماس في قطاع غزة، فشلوا رغم التواطؤ من الأجهزة الأمنية وإذا بالسلاح الأمريكي والإسرائيلي الذي أعد ليقتل حماس يتحول بفضل الله تعالى في قبضة القسام لنقول للصهاينة إن كتائب القسام تقاتلكم بسلاحكم". وردد المشاركون مراراً "لن نعترف ب(إسرائيل)" وقاموا بإحراق العلم الأمريكي وصور بوش وسط تكبيرات هزت المنطقة التي اكتظت بهم. وقال المصري: "وسط الآلاف المؤلفة التي جاءت رفضا لزيارة بوش المشؤومة لنقول ونحن نحرق العلم الأمريكي إن زيارة بوش ما هي إلا نزهة، الذي تورط في العراق وأفغانستان ويريد اليوم في أواخر حياته السياسية أن يصنع لنفسه أمجاداً على حساب شعبنا وقضيته الفلسطينية". وأضاف "بعد أن شارف على مغادرة البيت الأبيض يطل علينا سفاح العالم ومجرم أمريكا الرئيس الأمريكي بوش محاولا تجميل صورته وصورة إدارته أمام الناخب الأمريكي بعد أن أوغل في دماء المسلمين في كل مكان". وأكد أمين سر كتلة "حماس" في المجلس التشريعي الفلسطيني أن بوش "صنع الحروب في كل مكان محاولاً أن يزرع أوهام التسوية والمفاوضات والسراب والخيال في عقول المراهنين عليه، وبعد أن وعد بدولة فلسطينية في بداية رئاسته وها هو يشارف على انتهاء ولايته، ولا نرى دولة فلسطينية".