السنة التي نودع أيضا عرفت نقاشات صاخبة أحيانا، حول بعض المهرجانات خاصة السينمائية منها، لما عرفته من تجاوزات غير مقبولة، تستفز القيم والأخلاق العامة، وتمثل دعوة صريحة لمواصلة هذا الاستفزاز من مثل ما حصل في مهرجان طنجة والذي ضرب على سبيل المثال لا الحصر رقما قياسيا في رداءة الأفلام المعروضة وتدني مستوياتها الفنية والجمالية والقيمية، وخلف جدلا فنيا بين دعاة إنتاج صناعة سينمائية وطنية منطلقة من مميزات المجتمع المغربي ومتفاعلة مع قضاياه ومحترمة لأخلاقه وقيمه، وبين صناعة سينمائية محلية من حيث الإنتاج ومتغربة من حيث المضمون و أحيانا صادمة لهويته و أخلاقه . تطور عمل > الهاكا< شهد المجال السمعي البصري في السنة الميلادية 2007 التي نودع سابقة تاريخية إذ عرف تحول الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (هاكا) من دور المرافقة إلى العقوبة وشمل ذلك محطة هيت راديو المغرب، ببرنامجها بث حر مْقىٌ مََمَُّف وذلك بتغريمها مبلغ 100ألف درهم، بعد توجيه إنذار رسمي لها، وإجبارها على بث خطاب الهاكا الذي بموجبه تفرض العقوبة على المحطة في بداية بث البرنامج المذكور، الذي تولى قضايا كبرى تتطلب بالتأكيد تحكما تاما في البث وتنشيطا يتولاه محترفون يتوفرون على القدر الكافي من النضج والصرامة والبيداغوجيا والدراية، خاصة العلمية منها، قصد الحفاظ على مضمون النقاشات في مستوى يحترم المستعين ويحمي الجمهور الناشئ، وذلك بسبب ما صدر في إحد البرامج الإذاعية المباشرة من حديث حمل دعاية للشذوذ الجنسي والاغتصاب والزنا كما عرفت السنة اتخاذ قرار شجاع آخر تمثل في منع إشهار إحدى المنتجات الاستهلاكية التي تبت أنها تتسبب في أضرار صحية. غياب منابر وظهور أخرى وعرفت الساحة الإعلامية ظهور مواليد جدد في الصحافة المكتوبة، الصباحية والعدالة التنمية، وبعض المجلات التابعة لبعض الجرائد إضافة إلى جرائد جهوية، واختفاء بعض العناوين، الرأي والصحيفة، وبداية الحديث الجدي عن إحداث قناة أمازيغية على هامش تحرير القطاع السمعي البصري بالمغرب، وعرضت على أنظار المحاكم مجموعة من القضايا التي يمثل فيها صحفيون في أقفاص الاتهام، وأدين بعضهم بأحكام وصلت حد السجن، في حالة حسن حرمة الله من أسبوعية البيضاوي. إنتاج سينمائي واستمر المغرب في استقبال كبار المنتجين العالميين للاستفادة من استوديوهاته الطبيعية والمنشأة لهذا الغرض، ورخص عمالته، ولعل أهم تحد يواجه السلطات المغربية هو التصدي لظاهرة القرصنة إذ لايعقل أن يفتح الباب للإنتاجات العالمية الكبيرة في حين أن الأشرطة المقرصنة تباع في العلن وفي الطريق العام إلا من حملات موسمية كتلك التي سببها ريدلي سكوت عندما كان يتواجد بالرباط لتصوير فيلمه الجديد جسد الكذب ليفاجأ بأن آخر أفلامه العصابة الأمريكية يباع مقرصناً في واضحة النهار بباب الأحد، بأثمنة زهيدة. وخطفت ثريا جبران اقريثيف الوزيرة المعينة، الأضواء من كل زملائها الوزراء، وصارت مادة دسمة لوسائل الإعلام الوطنية على اعتبار أنها أول وزيرة للثقافة في المغرب، لكن قرار تعيينها عرف انقساما كبيرا في الرأي بين المثقفين، بين معارض مشكك في أهليتها لقيادة سفينة الثقافة المغربية، ومتحفظ غير مبال بالأمر لأن القرارات الكبرى لايتخذها الأفراد، ومساند لها بحكم انتمائها للوسط الفني ومعرفتها بخباياه وبالتالي فهي تستطيع أن تقوم بشيء خاصة في الجانب الاجتماعي الذي يعاني منه المثقف كثيرا. من جهة أخرى ظهرت نتائج الدعم المسرحي الذي تبث أن بعض الخروقات قد شابته، بسبب تقليص عدد الفرق من 31 إلى 27 فرقة حصلت على الدعم بالمقابل تم إقصاء مجموعة من الفرق الأخري. وككل سنة يغيب الموت مجموعة من الأسماء التي أعطت الكثير في الميادين الفنية والثقافية والإعلامية (رجاء بلمليح، عبدالرحيم بركاش، علي الحداني...).