أعلن مؤتمر وسطية الإسلام بين الفكر والممارسة، الذي نظمه (منتدى الوسطية للفكر والثقافة) الأردني، أول أمس الثلاثاء عن تشكيل منتدى عالمي للوسطية يكون مقره المؤقت في عمان، يضم نخبة من العلماء والمفكرين من أبناء الأمة، وكل من يؤمن بالمنهج الوسطي سواء داخل الأردن أو خارجه. ودعا المشاركون في المؤتمر، حسب وكالة الأنباء الكويتية، «إلى انتهاج الوسطية والاعتدال باعتبارهما المنهج الأمثل لفهم الدين الإسلامي وتطبيقه فى حياة الفرد والمجتمع». وقال مروان الفاعوري، رئيس المنتدى، إن المشاركين فى المؤتمر طالبوا بعض وسائل الإعلام، وخاصة القنوات الفضائية بالتوقف عن بث «كل ما يؤذي مشاعر الأمة من برامج هابطة تتعارض مع دين الأمة وعقيدتها وقيمها». وأوصى المؤتمر بضرورة التواصل والحوار الإسلامي مع مؤسسات المجتمع المدني في الغرب لترسيخ فكرة التعارف والحوار والتواصل الحضاري وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام وقيمه. وأشار الفاعوري إلى أن من توصيات المؤتمر تشجيع التعددية السياسية وإشاعة الحريات واحترام حقوق الإنسان والمساواة بين المواطنين وعدم التمييز بينهم على أساس العرق أو الجنس أو الدين. وأوضح رئيس (منتدى الوسطية للفكر والثقافة) الأردني أن المؤتمر جاء استجابة لهجمة تتعرض لها المنطقة، «وقد حرصنا، يضيف الرئيس، على ألا يكون هذا المؤتمر ضمن إطار وصفة خارجية»، بل استجابة لهذه الهجمة، التي تهدف إلى تغيير بنية المفهوم العربي والإسلامي وإلصاق تهمة الإرهاب بالعرب والمسلمين. وذكرت جريدة الوطن السعودية لأول أمس أن مفهوم الوسطية عرف نقاشا محتدما بين المشاركين، ودعا البشير المنضوين في تيار الوسطية إلى إحياء المصالحة الشاملة كشرط لتحقيق النهضة التنموية بالجانبين الروحي والمادي، والإيمان بالتعددية التشريعية والثقافية كنوع من الإثراء لا التشرذم. وأكد بشير في ورقته على ضرورة أن تنبع الوسطية من إطارنا العام قائلا: «إن دعوتنا للإصلاح يجب أن تكون نابعة من إرادتنا وعقيدتنا وثوابتنا وفق إطار الوسطية الإسلامية». وأضاف أن هذه الهجمة تتزامن مع ردود فعل فردية من بعض الشباب الإسلامي «تعبر عن حالة من العجز والفشل في إدراك الواقع ومتطلباته وما يمكن أن ينفذ من مخططات مستقبلية تعتمد البناء الحقيقي في الأمة، والابتعاد عن لغة التخوين والتكفير والتفجير». وهدف المؤتمر إلى إبراز الطابع الإسلامي الصحيح لمفهوم الوسطية في شتى المجالات الحياتية من خلال تقديم العرض الفكري والتاريخي والشرعي لهذا المفهوم، وإجراء الحوارات الهادفة بين النخب الفكرية الإسلامية وغير الإسلامية حول هذا الإطار، وإزالة الصورة النمطية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين في الغرب.