دشن مسؤولو الإدارة الأمريكية قبل أيام محاولات جاهدة لإقناع المغرب بإرسال قوات عسكرية إلى العراق. ونقلت صحيفة الخليج الإماراتية، نقلا عن مصادر أمريكية مطلعة، أن واشنطن بصدد إجراء اتصالات مكثفة لإقناع كل من المغرب والجزائر ومصر وباكستان بإرسال قوات إلى العراق إثر إجراء الانتخابات العراقية. وأضافت الصحيفة أن مسؤولي الإدارة الأمريكية يأملون في أن تشارك كل من باكستان ومصر بفرقتين، وكل من المغرب والجزائر بفرقة واحدة. وتتوقع الإدارة الأمريكية إمكانية الحصول على قوات عسكرية يتراوح عددها بين 75 و95 ألف جندي من تلك الدول. وقد رجحت المصادر الأمريكية أن تكون باكستان قد وافقت مبدئيًا على الطلب الأمريكي. ويرى المهتمون بشأن قضية احتلال العراق أن الإدارة الأمريكية تحاول جاهدة جلب المزيد من القوات العسكرية إلى بغداد للتغطية على إخفاقات قواتها المحتلة لهذا البلد، والتي كانت وما تزال تعاني الويلات على يد رجال المقاومة العراقية. مثلما يذهب آخرون في رأيهم بالقول إن هذه المساعي الأمريكية لإقناع دول إسلامية بإرسال قوات إلى العراق تبتغي من ذلك التأثير على صورة المقاومة والمقاومين العراقيين لدى شعوب الدول الإسلامية وتشويهها، ذلك أن المقاومة تتبنى موقفا واضحا من القوات الأجنبية المتعاونة مع قوات الاحتلال الأمريكية على أرض العراق باستهداف أي كان منها. وكانت في وقت سابق من هذا العام بعض وكالات الأنباء الدولية قد زعمت أن المغرب عازم على إرسال قوات إلى العراق، مستندة في ذلك إلى مصدر مسؤول في الحكومة العراقية كان قد صرح بذلك على هامش اجتماع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بتركيا. وقد دفعت هذه المزاعم إلى أن تصدر، في هذا الشأن، وزارة الخارجية المغربية بلاغا في السادس عشر من يونيو المنصرم أكدت فيه أن المغرب لم يكن واردا بالنسبة إليه في أي وقت من الأوقات، ولا لأي سبب من الأسباب، إرسال بعض قواته إلى العراق، واصفة الخبر ب>الزائف والعاري تماما من الصحة<. يشار، في هذا الإطار، إلى أن الحكومة العراقية كانت قد تقدمت بداية الصيف الماضي بطلب إلى بعض الدول العربية والإسلامية، غير المجاورة للعراق، بما في ذلك المغرب، من أجل إيفاد بعض قواتها إلى العراق. وهو الطلب الذي رد عليه حينها المغرب بالرفض ضمنيا في رسالة ملكية بعث بها جلالة الملك محمد السادس إلى رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي، حيث عبر جلالته، بالمقابل، عن >استعداد المغرب لاستضافة دورات تكوينية لأفراد من الأمن والجيش والوقاية المدنية العراقيين، وتلقينهم تداريب تمكنهم من تطوير قدراتهم وخبراتهم في مراكز ومعاهد تدريب بالمملكة المغربية<. يونس البضيوي