قال أحمد نور الدين الخبير في الشؤون الإفريقية، إن انضمام المغرب بشكل رسمي إلى الاتحاد الإفريقي، يشكل تحولاً واضحاً في ميزان القوى على الصعيد الإفريقي. وأضاف نور الدين في حديث ل"جديد بريس" أن الانضمام خطوة أولى، والأهمّ هو الوصول إلى طرد أو على الأقل تجميد الكيان المزعوم في الصحراء والذي يتواجد فوق منطقة تندوف الخاضعة للإدارة الجزائرية، ولا يتوفر على أبسط مقومات سيادة الدول كما هي معرفة في القانون الدولي. ما قراءتكم لعودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي والأجواء التي مر فيها التصويت بموافقة 39 عضوا؟ انضمام المغرب بشكل رسمي إلى الاتحاد الإفريقي يوم الإثنين 30 يناير 2017، يشكل تحولاً واضحاً في ميزان القوى على الصعيد الإفريقي. فرغم كلّ المحاولات والمناورات التي قادتها كلّ من الجزائر وجنوب إفريقيا لتعطيل هذا الانضمام أو على الأقل تأخيره، لم تفلح في إيقاف 40 من أصل 54 دولة صوتت لصالح المغرب، ولم يصوت ضده إلا خمسة دول منهم الجارة الجزائر للأسف. ماذا بعد الانضمام إلى الاتحاد؟ الانضمام خطوة أولى، والأهمّ هو الوصول إلى طرد أو على الأقل تجميد الكيان المزعوم في الصحراء والذي يتواجد فوق منطقة تندوف الخاضعة للإدارة الجزائرية، ولا يتوفر على أبسط مقومات سيادة الدول كما هي معرفة في القانون الدولي. وعن أي سيادة يمكن أن نتحدث والكيان موجود فوق أراضي جزائرية، وزعماؤه يتحركون ويسافرون بجوازات سفر جزائرية. أليس ذلك بكاف للتأكيد أنه كيان وهمي وهلامي؟! طبعاً هناك عدة مداخل لهذا الطرد أو التجميد على عكس ما يروج له. وأعتقد أنّ الدبلوماسية المغربية إذا استفادت من درس الانضمام وما رافقه من مطبات، فبإمكان الاتحاد الإفريقي تصحيح الخطأ التاريخي خلال سنة أو سنة ونصف نظراً لتعقد المساطر. ولكن شريطة تعبئة الطاقات الوطنية والصديقة بشكل استثنائي داخل الاتحاد الإفريقي. وما هي المكاسب السياسية التي يمكن تحقيقها بالعودة للاتحاد بالرغم من تواجد الدولة الوهمية؟ أول هذه المكاسب هي تحرير الاتحاد الإفريقي من القرصنة والاستغلال البشع الذي تعرض له من طرف الجزائر لصالح الأطروحة الانفصالية. فغير خاف أنّ الجزائر حولت في السنين الأخيرة هذه المنظمة القارية إلى وسيلة للضغط على الأممالمتحدة من خلال قراراتها وبياناتها ومن خلال مرافعات الاتحاد الإفريقي في مجلس الأمن ضدّ وحدة المغرب وسلامة أراضيه. وتواجد المغرب سيبطل كل مشاريع القرارات المناوئة في مهدها بتعاون مع أصدقاء المغرب داخل الاتحاد. أمّا الترويج الجزائري لمقولة أنّ انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي اعتراف ضمني "بجمهورية تندوف" الوهمية، فهو أمر مردود عليه من ثلاث جهات: الأولى أنّ المغرب عائد لطرد الكيان، والمسالة مسألة وقت. الثانية، أنّ الدول العربية مثلاً تجلس في الأممالمتحدة إلى جانب الكيان "الإسرائيلي" دون أن يشكل ذلك اعترافاً به. والثالثةً، لو كان الأمر كما يزعمون فلماذا كلّ تلك الحملات الهستيرية التي قادتها الجزائر للحيلولة دون عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي.