لليوم الثاني على التوالي، بدت شوارع الضفة الغربية وقطاع غزة خالية من مظاهر احتفالية بفوز حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي باستثناء بعض المسيرات العفوية غير المنظمة. وفي تصريحات خاصة لإسلام أون لاين.نت الجمعة 27-1-2006، أرجع قيادي في حركة حماس عدم إقامة احتفالات بفوز الحركة إلى "حرصها على الحفاظ على الوحدة الوطنية". وكشف أن هناك "تعميم على أعضاء حماس أن تجرى الاحتفالات بشكل هادئ وتقتصر في أماكن محددة". كما أرجع محلل سياسي فلسطيني سبب عدم احتفال حماس بفوزها إلى مراعتها لنفسية حركة فتح التي انفردت بالهيمنة على القرار الفلسطيني طوال أربعين عاما. وقال سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس في اتصال هاتفي مع إسلام أون لاين.نت اليوم الجمعة: "هناك تعميم على أعضاء وكوادر حركة حماس أن تجري الاحتفالات بشكل هادئ وفي أماكن محددة وبما يحافظ على الوحدة الفلسطينية باستثناء بعض المسيرات التي خرجت بشكل عفوي". وأفادت وكالات أنباء أن بعض هذه المسيرات الاحتفالية من أنصار حماس شهدت اشتباكات محدودة مع أنصار حركة فتح الغاضبين من خسارة الحركة لانتخابات المجلس التشريعي. اشتباكات محدودة وأفاد شهود عيان أن مسلحين من حركتي حماس وفتح تبادلوا اليوم الجمعة إطلاق النار قرب مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة مما أدى لإصابة ثلاثة مواطنين على الأقل. ووصف شهود العيان هذه الاشتباكات بأنها "تناحر بشأن نتائج الانتخابات". وأوضح أبو زهري أنه مع حرص حماس على عدم المبالغة في الاحتفال، إلا أن لديها "مجموعة من الفعاليات الاحتفالية سيتم تنظيمها بشكل مضبوط وهادئ"، معتبرا أن "من حق حماس الاحتفال بالفوز ولكن بطريقه غير مبالغ فيها". وشدد على أن حماس لا تعتبر فوزها في الانتخابات التشريعية "انتصار على أي طرف فلسطيني"، مضيفا أن "ما حدث هو فوز لبرنامج حماس وهو ما يعطيها فرصة لتسهم في صناعة القرار الفلسطيني وإعادة بناء النظام السياسي ولذلك من الطبيعي نحتفل ولكن بطريقة غير مبالغ فيها". وأوضح أبو زهري الناطق باسم حماس أن العديد من مسئولي فتح اتصلوا بقادة حماس لتهنئتهم بالفوز، مشيدا بإعلان رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) احترامه لنتائج الانتخابات. مراعاة لنفسية فتح ورأى الدكتور حسن أبوحشيش الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أن عدم تنظيم حماس لاحتفالات جماهيرية بمناسبة فوزها الكبير في الانتخابات التشريعية يعود لمجموعة من الأسباب أولها "مراعاة لنفسية حركة فتح التي كان لها الحكم طوال أربعين عاما ورغبة حماس في عدم إثارة التوتر والهيجان في الشارع الفلسطينية". وأشار أبو حشيش إلى أن السبب الثاني يعود إلى: "النتائج الكبيرة وغير المتوقعة التي حققتها حماس والتي أحدثت تغيرا شبه جذري للخارطة السياسية تريد حكمة في التعامل مع المسألة" معتبرا أنه "من الحكمة أن تعبر حماس عن فرحتها بالفوز بشكل هادئ وحكيم بعيدا عن أي افتزازات قد تحدث نوعا من الصدام". وبعد إعلان نتائج الانتخابات التي جرت يوم الأربعاء 25-1-2006 دعت حماس إلى إجراء محادثات فورية بين الجماعات الفلسطينية لبحث تشكيل حكومة ائتلافية جديدة. ولكن زعماء حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس قالوا إنهم لا يريدون القيام بدور في مثل هذا الائتلاف. واعتبر مراقبون فوز حماس وحصولها على 76 مقعدا في المجلس التشريعي الفلسطيني المكون من 132 مقعدا وشغل حركة فتح الحاكمة التي يتزعمها عباس 43 مقعدا فقط بمثابة "زلزال سياسي" في الشرق الأوسط حدث جزئيا نتيجة غضب الناخب الفلسطيني من الفساد.