سجل الملاحظون في الأسابع الأخيرة تصعيدا ملحوظا في العمليات المسلحة في أفغانستان سواء ضد القوات الأجنبية الموجودة في هذا البلد تحت راية الأممالمتحدة او ضد القوات الأفغانية التي كونتها الولاياتالمتحدة بعد غزوها لأفغانستان . وفي نطاق هذا التصعيد قتل 20 شخصا وجرح 20 آخرون عندما فجر مسلح دراجة نارية مفخخة يوم الاثنين في بلدة سبين بولداك الحدودية في أفغانستان، حسبما صرح حاكم الولاية. ويأتي هذا التفجير في المدينة الواقعة على معبر حدودي بين باكستانوافغانستان بعد ساعات من تفجير مسلح سيارة مفخخة في مدينة قندهار اودى بحياة ثلاثة جنود ومدني. وكانت حركة طالبان قد أكدت قبل نوفمبر 2005 أنها ستصعد ضغطها على القوات الأجنبية لإجبارها على الرحيل، كما أعلنت أنها حققت انجازا كبيرا في مجال تطوير قدراتها الدفاعية الجوية.وقالت الحركة ان مجموعة من عناصرها حققت تقدما هاما في مجال الدفاع الجوي، مطالبة الدول التي ليس لها قوات في أفغانستان تجنب استخدام المجال الجوى الأفغاني لتفادى تعرض طائراتها للهجمات. وقال الناطق بإسم الحركة عبد الحي مطمئن أنه سيكون من الصعب على مقاتلي الحركة ان يفرقوا بين طائرات الأعداء وبين طائرات الدول التي ليس لها قوات محاربة في أفغانستان ، وأشار إلى أن حركته بريئة من النتائج الوخيمة التي قد تحدث للطائرات التي تطير فوق أفغانستان. ولم يقدم الناطق أي معلومات أخرى عن القدرات الطالبانية الجديدة في مجال الدفاع الجوى أو من أين حصلت على هذه القدرات والجهات التي قدمت إليهم المساعدة. وأكد مطمئن أن الحركة لا يمكن أن تغير سياساتها أو تجري اي مباحثات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في رده على الأنباء الصحافية عن توسط سياسي باكستاني معارض لجمع الطرفين على مائدة المفاوضات، مشترطا انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان كشرط للدخول في مثل هذه المحادثات. وتأتي تحذيرات طالبان في وقت أعترفت فيه الأوساط الأمريكية بعودة قوية لطالبان الى الساحة العسكرية والسياسية في البلاد وجهود للوساطة بين الحركة والقوى الأجنبية الموجودة على أراضى هذا البلد. ومن جانبها أفادت مصادر أمنية بريطانية ان المئات ممن وصفتهم بالمقاتلين الاجانب يتدفقون الآن على افغانستان ويحشدون صفوفهم قبل عملية نشر نحو 4000 جندي بريطاني في الربيع المقبل.وابلغت تلك المصادر صحيفة الإسكوتلندي ان اسلاميين متعاطفين مع القاعدة يعتبرون افغانستان الآن جبهتهم الجديدة وبدأوا ينقلون تركيز حملتهم المعادية للغرب من العراق الي هناك .وقالت المصادر ان المقاتلين الاجانب ومن بينهم اردنيون ويمنيون ومصريون وخليجيون وسّعوا حملتهم منذ شهرين بشن سلسلة من العمليات التفجيرية ضد القوات التابعة لمنظمة حلف شمال الاطلسي والقوات الامريكية ومسؤولي الحكومة الافغانية .واضافت المصادر ان فرقا انتحارية تنشط الآن في العاصمة كابول والمدن الافغانية الكبيرة في حين تقوم جماعات الثوار بشن هجمات من مخابئها في الجبال ضد الدوريات الامريكية والوحدات العسكرية التابعة للجيش الافغاني .واشارت الى ان الثوار في المناطق الريفية صاروا بارعين وبشكل متزايد في استخدام العبوات الناسفة المشابهة لتلك التي اوقعت خسائر جسيمة بين صفوف قوات التحالف في العراق . ونسبت الصحيفة الى ضابط بريطاني يعمل في التخطيط لمهمة قوات حفظ السلام التابعة لحلف الاطلسي في جنوب غرب افغانستان ان الهجمات في افغانستان تجري الآن وبمعدل 500 هجوم كل شهر وصارت خطرة علي الغربيين مثل العراق في بعض المناطق . وحسب المصادر الامنية البريطانية، فان المقاتلين الاجانب ضموا جهودهم الي جهود قوات طالبان التي تنتشر في المناطق الجنوبية من افغانستان.