احتشد المئات من سكان الكويت على مداخل مقبرة الصليبخات (15 كيلومترا شمالا)، التي تعتبر المقبرة المركزية في الكويت، والتي دفن فيها الأميران السابقان للكويت، فيما وصل موكب كان يقل جثمان أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، الذي أعلن عن وفاته فجر الأحد (15 كانون ثاني) يرافقه عدد كبير من أبناء الأسرة الحاكمة وكبار المسؤولين الكويتيين. وكان أمير الكويت الحالي، الشيخ سعد العبدالله الصباح شارك في تشييع ابن عمه الأمير الراحل، بالرغم من حالته الصحية حيث وصل إلى المقبرة على كرسي طبي متحرك، في ظل جدل دائر حول قرار المناداة به أميرا على الكويت، بالنظر إلى حالته الصحية. وشارك في تشييع الأمير الراحل رؤساء دول خليجية وعربية، وصلوا للتشييع أو بعيد مراسم الدفن بقليل، في الوقت الذي أثار فيه الوفد العراقي برئاسة جلال طالباني اهتمام وسائل الإعلام التي غطت مراسم التشييع وتقبل التعازي من قبل الأسرة الحاكمة. وبينما حمل فيه نعش الأمير الراحل ملفوفا بالعلم الكويتي إلى مثواه الأخير، كانت التساؤلات تدور حول مدى مقدرة الأمير الجديد على ممارسة سلطاته الدستورية، إلا أن مراقبين رجحوا أن الأمور ستحسم باتجاه ممارسة الأمير الجديد لصلاحيات الأمير السابق خلال السنتين الماضيتين، في الوقت الذي يبقى فيه ولي العهد المنتظر ورئيس الحكومة الحالية الشيخ صباح الأحمد هو الرجل الأقوى في البلاد، وسيبقى مسيطرا على مجريات الأمور هناك، على أن يصار إلى إعادة فتح ملف ترتيبات بيت الحكم مرة أخرى بعد انتهاء فترة الحداد على الأمير الراحل. وكان الشيخ صباح الأحمد هو النائب الأول للشيخ سعد العبدالله حينما كان الأخير رئيسا للوزراء منذ عام 1980 حيث عمل في حكوماته كافة وزيرا للخارجية، باستثناء حكومة ما بعد الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة عام 1991 ضد العراق لإجباره على الانسحاب من الكويت، ويشار إلى أنه مارس عمله وزيرا لخارجية بلاده منذ العام 1963. وأدار الشيخ صباح (74 عاما) عمليا الحكومة الكويتية منذ العام 1999 بالتفويض بعد تعرض الشيخ سعد العبدالله لمتاعب صحية أعاقته عن الانخراط في العمل العام، حتى جاء العام 2003 حينما تم الإعلان لأول مرة في التاريخ السياسي للكويت، عن فصل ولاية العهد عن رئاسة مجلس الوزراء، حيث أصبح منصب ولي العهد خاصا بالشيخ سعد، فيما أصبح الشيخ صباح الأحمد ولأول مرة رئيسا للوزراء.