من المنتظر أن يحل اليوم الاثنين بالكويت صاحب الجلالة الملك محمد السادس في إطار زيارة رسمية لدولة الكويت قادما إليها من روسيا الفدرالية، تعتبر هي الأولى من نوعها منذ توليه مهام الحكم بالبلاد في يونيو 1999. وكشفت مصادر كويتية يوم أمس أن الزيارة الملكية للعاهل المغربي ستتميز بالاجتماع الذي سيعقده جلالته مع أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح "وهو اجتماع يشكل لبنة جديدة تسجل لعلاقات ثنائية متميزة، سماتها الاحترام والتقدير المتبادلين بين البلدين والشعبين". وأكد في نفس السياق السفير الكويتي بالرباط محمد صلاح البعيجان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن العلاقات السياسية والاقتصادية القائمة بين الكويت والمغرب "قوية ومتينة" وتشهد تطورا ملموسا في سائر المجالات. وقال البعيجان إن أبرز دليل على متانة العلاقة القائمة بين الرباط والكويت هو التنسيق المستمر وتبادل اللقاءات والزيارات لكبار المسؤولين في البلدين والتي تمت خلال السنوات الماضية وتوجت بعقد الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة في الكويت في 15 يونيو الماضي والتي تم خلالها التوقيع على عدة اتفاقيات تهم عدة قطاعات. ومن مظاهر علاقة التعاون التي تربط بين الرباط والكويت الموقف التاريخي الذي اتخذه الملك الراحل الحسن الثاني إبان دخول العراق إلى الكويت، والمواقف التي اتخذها المغرب في كل المحافل الدولية اتجاه الحق الكويتي والدفاع عن قضايا الكويت وفي مقدمتها قضية الأسرى. وفي مقابل ذلك كان للكويت موقف إيجابي لحظة الاحتلال الإسباني لجزيرة تورة المغربية، فقد أعرب في حينه أمين سر مجلس الأمة النائب مبارك الخرينج عن تضامنه ومساندته ووقوفه مع المغرب أمام الاحتلال الإسباني لجزيرة تورة المغربية، مشددا في نفس الوقت على ضرورة التحرك العربي والإسلامي من خلال الاتحاد البرلماني العربي والاتحاد البرلماني الإسلامي وذلك بإصدار بيانات تستنكر الاحتلال الإسباني لأراض مغربية. وناشد بالموازاة مع ذلك إسبانيا إعادة الجزيرة للسيادة المغربية. وتعود بداية التعاون السياسي بين البلدين إلى الزيارة التاريخية التي قام بها الملك الراحل محمد الخامس في الثلاثين والواحد وثلاثين من شهر يناير سنة 1960 إلى دولة الكويت ولقائه آنذاك بأميرها الشيخ عبد الله السالم الصباح. ومنذ ذلك التاريخ لم يتوان البلدان في تطوير علاقاتهما على كل الأصعدة وهو ما تجلى لحظة استقلال الكويت سنة 1961 من خلال دعم المغرب لانضمامها لجامعة الدول العربية، ومطالبة الملك الراحل الحسن الثاني الرئيس العراقي صدام حسين بالانسحاب من الكويت بعدما دخلها سنة 1990وعودة النظام الشرعي لها. وبالإضافة إلى التعاون السياسي الذي يربط الرباط والكويت، عمل البلدان منذ استقلالهما على إرساء أسس صلبة لدعم تعاونهما في مختلف المجالات، وفي هذا الإطار وقع المغرب والكويت في 26 مارس 1989 بالرباط اتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والتقني حلت محل الاتفاق الموقع في شهر نونبر سنة 1972. يذكر أن من بين أبرز الاتفاقيات التي تنظم العلاقات بين البلدين اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات الموقعة في الكويت في 16 فبراير 1999، واتفاقية التعاون القانوني والقضائي في المواد المدنية والتجارية والأحوال الشخصية والموقعة في الكويت في 10 دجنبر 1999، وبروتوكول التعاون في مجال التشغيل والشؤون الاجتماعية الموقع عليه في الرباط في 8 شتنبر 19931، واتفاقية النقل الجوي الموقعة في الرباط في الخامس من دجنبر سنة 1975. عبد الرحمان الخالدي