دخلت الكويت الثلاثاء 25 نونبر 2008 في ازمة سياسية جديدة مع تقديم الحكومة استقالتها بعد مواجهة مع مجلس الامة، وذلك على خلفية السماح لرجل دين شيعي ايراني ادين بتهمة سب الصحابة بالدخول الى البلاد. ونقلت وكالة الانباء الكويتية الرسمية عن وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر صباح الاحمد الجابر الصباح قوله ان رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح رفع استقالته واستقالة اخوانه الوزراء الى حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح . واضاف الوزير ان الامير اطلع على كتاب الاستقالة وقرر النظر في قبولها في الوقت الراهن على ان تستمر الحكومة في اداء اعمالها بما يحقق مصالح الوطن والمواطنين . وكان اعضاء الحكومة، انسحبوا صباح الثلاثاء من مجلس الامة بعيد افتتاح الجلسة احتجاجا على ادراج طلب استجواب رئيس الوزراء الشيخ ناصر محمد الاحمد الصباح على جدول الاعمال. واتى طلب الاستجواب على خلفية سماح السلطات بدخول رجل الدين الشيعي الايراني محمد باقر الفالي الى الكويت رغم الحظر القانوني على دخوله وادانته امام محكمة كويتية بتهمة سب الصحابة. وتقدم النواب وليد الطبطبائي ومحمد هايف وعبد الله البرغش، وجميعهم من السلفيين، في 18 تشرين الثاني/نوفمبر بطلب استجواب رئيس الوزراء، وهو ابن اخ امير البلاد. وحمل النواب رئيس الوزراء حينها مسؤولية السماح بدخول رجل الدين الشيعي الايراني واتهموه بالفشل في تادية واجباته الدستورية وقالوا ان الوقت حان ليصبح رئيس الوزراء قادرا على ادارة الدولة وتحقيق رغبات الشعب. كما اعتبر النواب حينها ان الفساد واهدار الاموال العامة ازداد في ظل حكومة الشيخ ناصر، وهو عضو بارز في العائلة المالكة. وبحسب القانون الكويتي، يمكن لامير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح اذا ما قبل الاستقالة، اما ان يشكل حكومة جديدة، او ان يحل البرلمان ويدعو الى انتخابات برلمانية مبكرة. ومنذ تولي الامير صباح الاحمد الصباح الحكم في 2006 حل البرلمان مرتين بسبب خلافات بين النواب والحكومة، الاولى في ايار/مايو 2006 والثانية في اذار/مارس 2008، وتمت الدعوة لانتخابات مبكرة في الحالتين. وكان الشيخ ناصر عين رئيسا للوزراء للمرة الاولى في شباط/فبراير 2006، وشكل منذ ذلك الوقت اربع حكومات. وتم استجواب 12 وزيرا على الاقل من حكومات الشيخ ناصر. وتوقع عدة نواب ان يصدر امير البلاد في وقت لاحق مرسوما بحل مجلس الامة، فيما يتوقع البعض الاخر ان يلجأ الامير الى تعليق الدستور والبرلمان، وبالتالي عدم الدعوة الى انتخابات مبكرة. وتم تعليق الدستور الكويتي، الذي كان اول دستور يتم تبنيه في دولة خليجية، في العام 1976 لمدة خمس سنوات وثم لمدة ستة اعوام في 1986، وهي فترات غابت عنها الحياة البرلمانية. وفي عام 2006 ادى صراع على السلطة بين اعضاء عائلة الصباح الى تصويت البرلمان المنتخب بازاحة الامير الشيخ سعد العبد الله الصباح لاسباب صحية، ما شكل سابقة في تاريخ الكويت. وتحكم عائلة الصباح البلاد منذ قيام دولة الكويت قبل 250 عاما. وكان نواب كويتيون القوا بمسؤولية الازمات السياسية المتكررة في الكويت على خلافات بين بعض اعضاء الاسرة الحاكمة ما يؤدي الى اعاقة التنمية. وتعوم الكويت على عشر الاحتياطي النفطي العالمي وهي تنتج يوميا 2.4 مليون برميل من الخام، كما تملك موجودات خارجية تقدر بثلاثمئة مليار دولار. ويبلغ عدد سكان الكويت حوالى 3.35 مليون نسمة بينهم حوالي مليون مواطن كويتي.