علي رأس كل سنة ميلادية والاحتفالات التي تقام بمناسبتها، تزداد وثيرة تسخين المواطنين وتحريضهم واستفزازهم بالدعاية والاشهار والترويج لمنشورات تحمل أنواع وأشكال الخمور وما تعتبره منها أهم مكونات المائدة النويلية في تلك الليلة المعلومة، ويكثر سخاء السلطات في الترخص للمحلات والفنادق ببيع هذا المشروب اللعين إما ترخيصا مستمرا أو مؤقتا لبعض المواطنين والشباب الذي يبحث عن الفرحة والسعادة والنشوة في تلك اللحظات التي يظن بعضهم أن السكر العلني فيها لا عقاب عليه ولا متابعة قضائية. وفي الليلة نفسها تتجند بعض المستشفيات والمستوصفات لاستقبال العدد غير المألوف من الجرحى والمعطوبين والمصابين في تلك الليلة إما بحوادث السير أو الخصومات أو غيرها. إن كل عاقل راشد مهما كانت ديانته ومهما كان سنه ومهما كانت رتبته داخل المجتمع يدرك جيدا ما للخمر من أضرار وما تسببه من مصائب، ورغم ذلك ما تزال حكومتنا تسير عكس التيار فتواصل سياستها في تقريب الخمر من المواطنين عبر التراخيص التي تعطيها يوما بعد يوم لفتح الأسواق الممتازة التي تجعل تجارة الخمور على رأس مبيعاتها والمعول عليها في رفع أرباحها ضدا على كل القيم والمبادئ. حبذا لو سار المغرب على نهج الدول المتقدمة التي تسعى إلى الحفاظ على صحة مواطنينها من أضرار الخمر ، ففي الغرب أصبحت جمعيات تنشأ لمحاربة الإدمان وتحسيس الشباب بأضراره، وأخيرا دق الرئيس الأمريكي ناقوس الخطر لما تسببه الخمر من حوادث السير كما سبق أن نادى مدير وكالة كابا الصحافي هيرفي شابالييالفرنسي إلى التحلي بإرادة سياسية قوية للحد من تصاعد نسب التعاطي للكحول في بلاده وطالب بخوض حملة احتجاج على المستوى الوطني. نتمنى من الغيورين على الوطن وقيمه أن تتحرك فيهم الغيرة والحماسة بالشكل الذي تتحرك به لوبيات الفساد ويقوموا بما يستطاع لمحاربة آفة تعاطي الخمر التي لا شك أنها رملت نساء ويتمت أطفالا وشردت أسرا وساهمت في ازدياد عدد المعتوهين والمجانين، ألم يحن الوقت لتنظيم مناظرة وطنية حول آفة الخمر وأضراره وسبل التصدي له، ألم تفكر الجهات المعنية بتنظيم حملات تحسيسية في الموضوع تجند لها الإعلام السمعي والبصري والصحافة المكتوبة وخطباء المساجد من أجل حث المسلمين على عدم الاقتراب من أم الخبائث وتستدعي جمعيات وطنية ومحلية لتقوم بالتحسيس عن طريق النظير، ألا يشغل هذا الموضوع بال وزارة الصحة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة النقل والتجهيز ووزارة العدل ووازرة المالية وهلم جرا ، ألا يطمح مسؤولونا في أن يرفع المغاربة جميعا شعار لا لجرعة خمر تعكر صفو حياتنا نريد مجتمعا نظيفا وأسرة متماسكة ومواطنا صالحا.