رغم آلة الدعاية الضخمة التي تملكها الولاياتالمتحدةالأمريكية ورغم سيطرة الصهيونية العالمية على شبكات واسعة من الصحف ووسائل الإعلام المتنوعة في مختلف أرجاء المعمور، ورغم أكثر من 1300 مليون دولار انفقت في سنة 2005 لتعميم التضليل الإعلامي أساسا في الأقطار العربية والإسلامية لتجميل صورة أمريكا وضرب خصومها، رغم كل ذلك لم تحصد واشنطن وأبواق دعايتها سوى الفشل والإحباط. أقامت أمريكا الدنيا ولم تقعدها من سنة 1991 وحتى 2003 حول ما سمي أسلحة الدمار الشامل العراقية، فأفرطت في الكذب وغزت واحتلت العراق، ولم تخجل عندما انكشف تضليلها. وحتى قبل اغتيال الحريري في لبنان شرعت واشنطن في حشد أكاذيب تريد بواسطتها تبرير ضرب دمشق وتصفية حزب الله في لبنان أي الهدف الأساسي للتحالف الصهيوني الأمريكي. وإستنجدت واشنطن في حملة تضليلها الجديدة بكل ما إستطاعت أن تحشده من أبواق سواء في الغرب أو في الدول العربية الإسلامية، ولكنها لم تحصد مرة أخرى سوى الخيبة لأن هذه الأمة أثبتت وعيها وقدرتها على التمييز بين الصدق والكذب. أجرت قناة الجزيرة الفضائية التي خطط زعيم العالم الحر بوش لقصفها وتصفية صحفييها وإسكات صوتها استطلاعا للرأي من 14 الى 17 دجنبر 2005 حول اللإتهامات الموجهة الى سوريا بشأن التورط في اغتيالات لبنان وحول مصداقية تقرير اللجنة الأممية المكلفة بالتحقيق في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري. أكثر من نصف مليون شخص شاركوا في الاستطلاع رغم أنه لم يدم أكثر من 72 ساعة. ماذا كانت النتائج. المصاريف الضخمة رأت غالبية المشاركين (508138 شخصا) أن سوريا غير متورطة في مسلسل التفجيرات في لبنان. وبرأ المشاركون الذين بلغت نسبتهم 4,72 في المائة سوريا من التفجيرات التي تستهدف شخصيات سياسية وإعلامية في لبنان، في حين أشار 6,27 في المائة بإصبع الاتهام إلى سوريا. ولم تستبعد الأغلبية المصوتة وجود أطراف تنوي إيذاء سوريا عبر زعزعة الاستقرار والسلام في لبنان واتهام سوريا بالوقوف وراء ذلك. وشكك 5,77 في المائة من المشاركين في الاستفتاء في نزاهة اللجنة الدولية للتحقيق في اغتيال رفيق الحريري، والتي يترأسها القاضي الألماني ديتليف ميليس. في المقابل قال 5,22 في المائة من أصل أكثر من 52 ألفا شاركوا بالاستفتاء الخاص بهذا الموضوع تحديدا، إنهم يثقون باللجنة الدولية المكلفة من قبل الأممالمتحدة. في الجزء الثالث من استطلاع الرأي وبعد تلقي تقرير ميليس ضربات قوية تدمر مصداقيته، وحول فرضية تطور الضغوط على دمشق، أعربت غالبية ساحقة من المشاركين في استفتاء الجزيرة نت عن تشككها في إمكانية أن تؤدي موافقة سوريا على استجواب خمسة من مسؤوليها الأمنيين في فيينا إلى تخفيف الضغوط الغربية عليها. وصوت 7,79 في المائة من المشاركين البالغ عددهم نحو 40 ألفا لصالح هذا الخيار، في حين رأى 3,20 في المائة أن الخطوة السورية ستفضي إلى التخفيف من الضغوط التي تتعرض لها دمشق. وتوقعت أغلبية من المستطلع رأيهم تكرار السيناريو العراقي في سوريا. فقد اعتبر نحو 8,59 في المائة من زهاء 34 ألفا شاركوا في الاستطلاع، أن ذلك يمثل تكرارا لسيناريو العراق بينما استبعد 2,40 في المائة ذلك. يشار إلى أن الأزمة العراقية بدأت بضغوط على بغداد بشأن ما يسمى بأسلحة الدمار الشامل وانتهت بغزو العراق واحتلال العراق في 9 ابريل عام .2003 أخيرا وفي الاستطلاع الذي أجرته الجزيرة نت اعتبر غالبية المشاركين بنسبة 7,87 في المائة أن الموقف العربي إزاء الضغوط الغربية على سوريا ضعيف، في حين رأى 6,8 في المائة أن موقفهم يعد جيدا واعتبر فريق ثالث بنسبة 7,3 في المائة أن الموقف مقبول. وشارك أكثر من 43 ألف مصوت في هذا الاستفتاء الأخير.