اعتبر محمد الأشعري المعرض التراثي الذي ستنظمه وزارة الثقافة مع مؤسسة Nieuwe Kerkخلال الفترة الممتدة ما بين 17 دجنبر 2004 و17 أبريل 2005 معرضا يأتي في إطار رد الاعتبار للجالية المغربية المقيمة في هولندا عقب موجات العنف التي اجتاحت البلاد، مستهدفة المساجد والمدارس الإسلامية، بسب مقتل المخرج الهولندي فان كوخ، كما ذكر أن من خصوصيات هذا المعرض التعريف بالثقافة المغربية التي يجهل عنها الهولنديون الشيء الكثير، مؤكدا أن التوثر الأخير الذي حصل بين الطرفين يعود إلى وجود تباعد ثقافي وهوة تحول دون معرفة الحقيقة الثقافية المغربية، ومشيرا في هذا الصدد إلى أن المعرض سيكون مناسبة لإصدار كتاب يتكون من حوالي 250 صفحة يشترك في إنجازه أزيد من 600 باحث مغربي وهولندي، يسلط الضوء على الظاهرة الثقافية ويهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الشعبين المغربي والهولندي. ويتزامن هذا المعرض -الذي كان موضوع ندوة احتضنها فندق حسان بالرباط، وضم فعاليات مغربية وهولندية مساء أول أمس- مع الأنشطة الثقافية المرتقبة خلال السنة المقبلة الخاصة بمرورالأربع مائة سنة على العلاقات الدبلوماسية المغربية الهولندية. وبعد الاتفاق على التصور العام الذي سيتخذه المعرض تم التعاقد بين وزارة الثقافة ومؤسسة Nieuwe Kerkعلى إعارة حوالي 300 قطعة متحفية أثرية واتنوغرافية بالإضافة إلى مخطوطات تاريخية تنتمي للخزانتين الملكية والوطنية. وينقسم التصور السينوغرافي للمعرض إلى محورين رئيسيين، محور تاريخي سيتعرف الزائر من خلاله على المراحل والفترات التاريخية المغربية الكبرى انطلاقا من فترة ما قبل التاريخ، ثم فترة ما قبل الإسلام، وأخيرا الفترة الإسلامية، وذلك من خلال التحف الأثرية من نقوش صخرية وحلي ونقود وتماثيل ومخطوطات وصور لمواقع تاريخية، ومحور موضوعاتي يتناول مسألة التعايش بالمغرب من خلال نموذج التعايش بين المسلمين واليهود. ويرمي المعرض كذلك إلى إبراز بعض مظاهر الحياة الثقافية المحلية المغربية مثل الاحتفالات الدينية والمواسم التي ستقام في فضاء تم تهييئه بشكل يحاكي الفضاءات التقليدية المغربية، كأزقة المدينة العتيقة من خلال عناصر هندسة مغربية أصيلة من أقواس وأبواب وزليج. عبدالرحمن الأشعري