أكدت نزهة الشقروني، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، أن جريمة قتل المخرج السينمائي تيو فان غوخ من طرف مواطن هولندي من أصل مغربي لا يمكنها أن تشكل قاعدة بالنسبة للجالية المغربية المقيمة بهولندا وبالخارج عموما. وأشارت إلى أن البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية تتابع بعين المكان تطورات الوضع وتقوم بالإجراءات اللازمة بتنسيق مع السلطات الهولندية المعنية من أجل ضبط وتطويق الحادث والمساعدة على ضبط النفس وتجنب الانزلاق في ردود فعل سلبية. وذكرت الشقروني، بالتصريح الرسمي لوزير الخارجية الهولندي الذي اعتبر الجريمة حدثا معزولا، مؤكدة في الوقت نفسه على وجوب العمل على تنفيذ الاستراتيجية المسطرة في إطار عملية الإدماج لتفادي تكرار ما حصل. وأوضحت الشقروني، مساء الثلاثاء الماضي أمام مجلس المستشارين، بأن وزارتها قامت بتنسيق مع الجانب الهولندي بإحداث خلية مشتركة يتم في إطارها وضع عدد من الاتفاقيات لمعالجة المشاكل التي تعاني منها الجالية المغربية، فضلا عن سعي مديرية الشؤون القنصلية لوزراة الخارجية الهولندية للتباحث مع المسؤولين المغاربة في موضوع التأطير الديني وتكوين الأئمة والمساجد وتعليم اللغة العربية بعدما أوقفت الدولة الهولندية تمويل هذا التعليم. يشار إلى أن هولندا ستستضيف خلال السنة المقبلة المنتدى المدني 2005 لتكثيف الأنشطة الرامية إلى دعم التواصل مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد، وهو المنتدى الذي ينظم احتفالا بمرور 400 سنة على إقامة العلاقات المغربية الهولندية. وصرح محمد الأشعري وزير الثقافة أن الحادث الإجرامي الذي أودى بحياة المخرج السينمائي الهولندي عمل مدان، موضحا، في تصريح للصحافة في أعقاب لقاء جمعه أول أمس الأربعاء بالرباط بالسفير الهولندي بالمغرب الذي كان مرفوقا بوفد عن مؤسسة (نيو كيرك) الهولندية للإعداد لتنظيم معرض المغرب بمدينة امستردام الهولندية، أن هذا الحدث المعزول لا يجب أن يحجب الإسهامات القيمة للشباب المغربي داخل المجتمع الهولندي، داعيا إلى الوقوف ضد تصعيد العداء ومعالجة القضايا بما تقتضيه من هدوء ورزانة.