قال المندوب السامي للتخطيط أحمد الحليمي: يجب علينا أن ننكب على إضفاء الإيجابية على قيمنا المجتمعية، و التي يخضع البعض منها لقراءة سلبية كلية والتوقف عن اعتبار الدين الاسلامي متعارضا مع العصرنة والعقلانية، ذلك أن مجتمعنا في عمقه متدينا، مؤكدا على ضرورة التصدي للخطابات التي تعطي صورا خاطئة عن الرسالة الدينية التي تعترف بمسؤولية الأفراد، و قدسية المجهود والعطاء الأمثل والتفاني في خدمة الإنسانية وكذا احترام الطبيعة. وأضاف أحمد الحليمي في عرضه بمناسبة افتتاحه للمنتدى الثاني لمستقبلية المغرب 2030 يوم الجمعة 25 نونبر 2005 بالدار البيضاء حول: المجتمع المغربي الثوابت والتغيرات وسيناريوهات المستقبل، أن المجتمع المغربي يبقى مطبوعا بشكل عميق بإرثه، وبالطابع القوي لتاريخه الذي أثر على هويتنا موضحا أن هذا التاريخ يتميز بطابعه الفريد في الفضاء العربي الإسلامي، حيث أنه خلال الحقب الأولى للإسلام، عرفت بلادنا على غرار مجموع بلدان المغرب العربي، كيف تؤكد ذاتيتها، بابتكارها لأصالتها في المجال الديني كما هو الحال بالنسبة لفترة الحماية التي عرف فيها المغرب كيف يتحصن ضد الأخطار المدمرة و يتجنب التجارب السياسية التي واجهتها الأمم العربية العريقة في هذا الوقت. وطرح المندوب السامي في إطار التفكير المستقبلي جملة أسئلة من قبيل: إلى أي مدى يمكن اعتبار الاحتفاظ بالموروث، ليس إلا محافظة قد تكون شكلت نسبيا في عرقلة وتطور العلاقات الاجتماعية والسياسية التي كان من الممكن أن تكون أكثر قوة؟ وهل يمكن اعتبار قوة التقاليد كرأسمال ثقافي حقيقي، عاملا كذلك من بين العوامل التي تعوق التقدم الاجتماعي؟ وكيف يمكن تقييم هويتنا الوطنية على أساس أنها منبع لمحافظتنا الاجتماعية أو كقوة داخلية من شأنها أن تساعد الأشخاص على أن يعيشوا التحول الاجتماعي دون أن يتعرضوا للإقصاء الثقافي والاجتماعي الزاحف في عصر العولمة المتسارعة؟. وأوضح أحمد الحليمي بالمناسبة أن المنتدى سيقدم إضاءات متعددة حول هذه التساؤلات المطروحة والمجهود الأهم في هذا الملتقى الذي هو محاولة للإجابة على سؤال: أن يسير مجتمعنا التواق للتحول الاجتماعي والذي ما تزال تتحكم فيه مواقفه المحافظة؟ مشيرا إلى أن الضغط على المدن سيصبح أكثر وطء سواء على الشغل والسكنى والخدمات العمومية ونجاعة الحكامة المحلية. وأن الفقر سيهدد بتهميش طرف من سكان العالمين الحضري والقروي وسيضرب على الخصوص، الأشخاص المسنين الذين لن يجدوا الشباب القادر على تحمل أعباء التكفل بهم لتجنيبهم الانحطاط البدني والنفسي. يشارإلى أن أرضية أشغال المنتدى الثاني لمستقبلية المغرب 2030 التي تواصلت مدى يومين بمشاركة جامعيين وباحثين وخبراء مغاربة ودوليين ينتسبون إلى اتجاهات مختلفة التفكير، ركزت على أربعة محاور: المحور التشكلي (البنياني) يهم التحولات الهيكلية التي يعرفها المجتمع منذ الاستقلال إلى اليوم، ومحور مسلسل المشاركة والتكوين والتأهيل المهني في علاقته بالأسرة ونظام التعليم، ومحور العمل الجماعي والحركات الاجتماعية ويتناول: مؤسسات الدولة والأحزاب السياسية والنقابات والحركات الاجتماعية ... أما المحور الأخير فيتناول الضوابط والقيم التي تؤسس السلوكات الجماعية الفردية وتنظم أنماط العيش في المجتمع.