اغتالت قوات الاحتلال الصهيوني في مدينة نابلس فجر يوم الاثنين 14/11/2005 الشاب أمجد حناوي -32عاما- قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة الغربية، تزامن هذا مع حملة مداهمات واعتقالات واسعة النطاق في المدينة طالت العديد من المواطنين. وحسب شهود العيان الذين تحدث لهم مراسل "التجديد" فقد اقتحمت قوات صهيونية حي المساكن الشعبية شمال شرق نابلس وحاصرت منزلا يعود لإبراهيم كتانة قيم مسجد الحي وطالبت جميع من فيه من الرجال الخروج عراة بالكامل، ومن ثم اقتحموه وقاموا باعتقال حناوي حيا وخرجوا به إلى الشارع وأطلقوا الرصاص مباشرة على رأسه من نقطة الصفر مما أدى لاستشهاد على الفور على مشهد ومرأى من المواطنين. ووصف الدكتور غسان حمدان مسؤول الإغاثة الطبية بنابلس ما حدث ب"الفظيع"، مشيرا إلى أن الجنود تعاملوا بوحشية لا توصف مع الأهالي بعد أن أجبروا كافة الرجال على التعري الكامل أمام ذويهم وفي البرد القارس وأطلقوا الكلاب تجاه صاحب المنزل وعندما بدأ يصيح وضعوا صوته على سماعات الدوريات لكي يسمعه الجميع. وأشار حمدان إلى الجنود قاموا بهدم سور عال على جثة الشهيد وأجبروا زوجته على الوقوف فوق الردم في صورة أبكت الجميع، مشددا على أن قوات الاحتلال منعت كافة الطواقم الطبية من الوصول إلى منطقة الحادثة، ولم يتم الوصول إلى الشهيد واستخرج جثته إلا بعد انتهاء العملية العسكرية وانسحاب القوات المحتلة. يذكر أن حناوي مطلوب لقوات الاحتلال منذ عدة سنوات وقد نجا مرارا من محاولات اغتيال كان أخرها قبل نحو عام عندما حاصرت قوات الاحتلال بناية الشكعة التي كان يختبئ بها وهدمها بالكامل لكنه استطاع الهروب حينها. وبالتزامن مع عملية الاغتيال، كانت قوات صهيونية تتوغل في أحياء سكنية في المدينة، مثل الضاحية ومخيم عسكر والجبل الشمالي والمخفية، وشنت عمليات مداهمة للمنازل واعتقال في صفوف المواطنين. وكانت أشد تلك المداهمات لمنزل عائلة المدبوح في حي الضاحية، حيث اقتحمه الجنود منتصف الليلة الماضية وأطلقوا الرصاص والقنابل الصوتية داخله وقامت بالاعتداء على ساكنيه واعتقال الأخوة إيهاب وأيمن وإحسان، كما اعتقلوا الشاب إبراهيم المصري من مخيم عسكر. وفي ذات السياق أفاد شهود عيان أن أعدادا كبيرة من المستوطنين ترافقها قوات كبيرة من الجيش والقوات الخاصة الصهيونية دخلت مدينة نابلس من منطقة شارع الحسبة باتجاه قبر يوسف القريب من مخيم بلاطة للصلاة فيه. منصور: اغتياله رسالة للسلطة في أول تعقيب له على اغتيال قوات الاحتلال الصهيوني قائد كتائب القسام في الضفة الغربية، أكد الشيخ ياسر منصور القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن ما جرى للشهيد الحناوي من قتل بدم بارد وإرهاب وترويع المواطنين واعتقال العديد منهم يعتبر جريمة صهيونية جديدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تضاف إلى السجل الطويل لجرائم الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني. وقال منصور في حديث ل"التجديد": هذه رسالة صهيونية للسلطة الفلسطينية ولكل من يتشدق بالسلام، أن إسرائيل لا تفهم سوى لغة السلاح والدم والقتل والاعتقال وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها". وأشار القيادي في حماس إلى أن هذه الحادثة وما سبقها من عمليات قتل والتي كان أخرها في مدينة جنين فجر أمس تأتي تطبيقا لمنهج وفكر الصهاينة الذين أعلن عنه قادتهم العسكريين أن حوادث الاغتيال هي منهج عام وليس ردة فعل على عمليات المقاومة الفلسطينية. وناشد منصور المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان أن تأتي لفلسطين وتشاهد جرائم الاحتلال الذي بات يعيش في حالة من "الهوس" الأمني وبطريقة خارجة عن المألوف والمعتاد، وينفذ عمليات قتل واغتيال بصورة شبه يومية ولا يترك عملا يؤذي الفلسطينيين إلا ويسارع لتنفيذه. من جهتها نعت كتائب القسام قائدها حناوي متوعدة الاحتلال بالرد السريع والمؤلم ردا على اغتياله. وأعلنت القسام أنه سيتم تشييع جثمان حناوي الساعة العاشرة من صباح اليوم في جنازة مهيبة تنطلق من مستشفى رفيديا الحكومي تجاه ميدان الساعة وسط نابلس ومن ثم مواراته الثرى.