أقر الوزير الأول الفرنسي دومينيك دوفيلبان في خطاب له أمام الجمعية الوطنية (مجلس النواب) بوجود تمييز بين المواطنين، وقال إن التمييز الذي يلمسه سكان الضواحي الباريسية يحرم فرنسا من كفاءات مهمة ويغذي الشعور بعدم الانتماء للمجتمع. وطرح دوفيلببان عددا من المبادرات الاقتصادية والاجتماعية التي درستها الحكومة في الأيام الأخيرة، وتهدف إلى تحسين أوضاع سكان الضواحي الفقيرة. وقال إن إعادة تطبيق القانون والنظام في ضواحي باريس المضطربة سيستغرق وقتا ويتطلب جهدا كبيرا. كما أكد عزم حكومته على إشراك مؤسسات المجتمع المدني في هذه الجهود الرامية إلى تحقيق إدماج حقيقي لهذه الفئات المهمشة، وذلك عبر توفير دعم للجمعيات العاملة في هذه المناطق المشتعلة يصل إلى 100مليون أورو. ولم يفته التأكيد على ضرورة إيلاء الجوانب الثقافية الأهمية القصوى في هذا المسعى بعد أن اعترف بمرارة بفشل النموذج الفرنسي في إدماج المهاجرين. جاء ذلك بعد أن صدقت الحكومة الفرنسية على خطط لمنح السلطات المحلية حق فرض حظر التجول، بموجب قانون حالة الطوارئ لوقف أحداث العنف التي يشهدها العديد من المدن الفرنسية.واتخذت الحكومة هذا القرار المبدئي خلال اجتماع لمجلس الوزراء ترأسه الرئيس جاك شيراك الذي فعّل قانون الطوارئ الذي يعود إلى عام 1955 إبان حرب الجزائر. وسيسري قانون الطوارئ مدة 12 يوما قابلة للتمديد. وتطبيقا لذلك، قال مسؤولون في مدينة أمينز في جنوبفرنسا إن السلطات تستعد لفرض حظر تجول قد يطبق خلال ساعات يمنع تجول الفتيان الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما إلا برفقة أشخاص بالغين، ومنع بيع زجاجات البنزين التي قد تستخدم كقنابل حارقة.وكانت بلدية لورانسي القريبة من العاصمة الفرنسية باريس فرضت إجراء شبيها الاثنين الماضي. وتفاعلا مع النداءات الفرنسية للتهدئة طلب الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي من الجاليات المسلمة في فرنسا الهدوء والعقلانية، وأكد القرضاوي ضرورة إيجاد تفاهم مشترك لحل هذه المشكلات ومعالجة أسبابها الحقيقية.كما استهجن الاقتصار على المعالجة الأمنية للمشكل، معتبرا أن اندماج المهاجرين في المجتمع الفرنسي لايتوقف على جهود هؤلاء فقط بقدر ما أن الأمر يتطلب اضطلاع المسؤولين الحكوميين بواجباتهم كاملة في هذا الاتجاه . أما رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فدعا مواطنيه المقيمين في أوروبا إلى عدم المشاركة في الاضطرابات التي تشهدها الضواحي الفرنسية، معربا عن أمله في ألا تنتقل هذه الحوادث إلى دول أوروبية أخرى. وفي الدانمارك رفض رئيس الوزراء أندريس فوغ رسموسن ربط أعمال الشغب بالإرهاب، وذكر أنه يجب وضعها في نطاقها الخاص، وهي أعمال شغب عادية تجري في الشوارع ولا علاقة لها بالإرهاب.وفي هذا السياق طلبت أستراليا واليابان وبريطانيا وكندا وروسيا والولايات المتحدة من رعاياها اتخاذ أقصى درجات الحذر في حال زيارتهم للمناطق التي تشهد أعمال عنف في فرنسا.