أدى المسلمون في اليونان الخميس صلاة عيد الفطر المبارك في إحدى قاعات الملعب الأولمبي الذي جرت فيه الألعاب الأولمبية الصيف الماضي.وتجمع أكثر من 10 آلاف شخص في القاعة الضخمة التي ضجت بالحضور، فيما توالى حضور المصلين إلى ما بعد الموعد المقرر للصلاة وهذه هي المرة الأولى التي يتجمع المسلمون في أثينا بهذا العدد والتنظيم لأداء شعائر العيد، وجاءت المبادرة من "رابطة المسلمين في اليونان" التجمع الجديد الذي يضم معظم المساجد العربية في أثينا. وخطب الداعية الإسلامي الشيخ وجدي غنيم الذي يزور اليونان بدعوة من الرابطة خطبة العيد، وحث المسلمين على التمسك بأمور دينهم وعدم تضييع أوامره ونواهيه. ودعا الشيخ غنيم المسلمين إلى أن يوازنوا بين واجباتهم الدينية كمسلمين وبين واجباتهم المدنية كمواطنين ومقيمين في بلد أوروبي، وأضاف "لا يجوز تضييع أي واجب بحجة المحافظة على الآخر، وعلى كل واحد منكم أن يكون المثال الصالح للمسلم الأمين المحافظ على دينه وأخلاقه وأمانته حتى تستطيعوا تغيير المفاهيم السلبية السائدة عنكم وعن الإسلام". وفي لقاء مع الجزيرة نت قال الشيخ وجدي إن العيد بالنسبة للمسلم يعني يوم فرحة بالعبادة "لذلك من حق المسلم أن يرفه عن نفسه وعن أسرته في هذا اليوم السعيد، مع تذكر نعمة الله عليه وعلى أسرته". وأضاف "إننا في هذه الأيام الصعبة نحمل رسالة مزدوجة إلى المسلمين في الغرب مفادها الانتقال من مرحلة السلبية وردات الفعل إلى مرحلة المشاركة الإيجابية في بناء المجتمع، وإلى أهل الغرب من غير المسلمين أن مشكلتهم ليست مع المسلمين ولا مع الإسلام إنما مع أهل التطرف من كل جنس ودين الذين يحاولون خلق سوء تفاهم بين أهل الأديان والملل المختلفة". وحول تنظيم الصلاة قال نعيم الغندور نائب رئيس الرابطة إنهم حاولوا قدر الإمكان تجميع المسلمين حول كلمة واحدة وصلوات واحدة "وذلك لأن فقدان المسجد الجامع جعلهم يتفرقون ويصلون في أماكن صغيرة وتجمعات منعزلة لا تتفق وروح العيد الجامع، كما تفرق كلمتهم وشملهم أمام المستجدات". وجدد الغندور مطالبة المسلمين باليونان للسلطات هناك بأن تبادر إلى بناء مسجد للمسلمين في أثينا، مشيرا إلى أن هذا المشروع جرى كلام كثير حوله وأعلنت جميع القوى السياسية والمدنية تقريبا موافقتها عليه "لكننا إلى اليوم لا نرى إلا المماطلة والوعود التي لا تعرف التنفيذ". وحول سياسة الرابطة الجديدة قال الغندور "إننا منفتحون على جميع القوى والفعاليات في اليونان، وقد دعونا لحضور الصلاة ممثلين عن وزارات الثقافة والتربية والأديان والداخلية والأمن العام، كما دعونا ممثلين عن الكنيسة اليونانية والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والفكرية". ومن المسلمين اليونانيين الجدد قالت السيدة آنا ستامو إن هذا الصلاة كانت فعلا أول صلاة ترتب بهذا الحجم والتنظيم الجيد، وأضافت "رغم أنني لا أعرف العربية فقد استمتعت حقا بهذه الأجواء الروحانية، وهذا الجو العائلي الحميم الذي جمع الكثير من العائلات والأسر في العيد".