خلال السنوات المقبلة ستشهد فرنسا وتيرة متسارعة في حركة بناء المساجد هذه خلاصة تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية الأسبوع المنصرم، وأشارت فيه إلى أن فرنسا ستعرف خلال السنوات القليلة المقبلة حركة ملحوظة على مستوى بناء المساجد وأماكن العبادة للمسلمين، وستتوزع مشاريع بناء مساجد كبرى في عدة مدن رئيسية مثل باريس ومارسيليا وستراسبورغ ونانط وتورس وسان دينيس ثم سيرجي بونطواز.. إضافة إلى إعطاء الانطلاقة لبناء عشرات أماكن العبادة الأخرى في مناطق متفرقة. وكشف التقرير على أن قرابة 200 مسجد بمساحات مختلفة سيتم افتتاحها في وجه 5 ملايين مسلم مقيم في فرنسا، خاصة وأن التقديرات تشير إلى أن ما بين 20 بالمائة إلى 30 بالمائة منهم يقصدون المسجد بانتظام، هذا وسيؤدي بناء هذه المساجد إلى إغلاق عدد مهم من قاعات الصلاة التي تصل إلى 2000 قاعة موزعة في مختلف المناطق الفرنسية. هذه الحركة النشيطة بدأت بافتتاح أكبر مسجد في مدينة كريتل على بعد أيام من عيد الأضحى الذي يحتفل به المسلمون بفرنسا يوم الاثنين، واستقبل هذا المسجد الذي يتسع لـ 2000 مصلي يوم الاربعاء 3 دجنبر الماضي لأول مرة المؤمنين لأداء صلاة الفجر، وذلك بعد 5 سنوات من إطلاق المشروع. هذا المسجد الذي انطلق البناء فيه سنة 2003 بـ3,5 مليون أورو جاء ليلبي الحاجات الدينية والثقافية المتزايدة لدى المسلمين فإضافة لكونه مكانا للصلاة، سيتوفرعلى مكتبة وقاعة شاي وحمام، وسيمكنه جمع أكبر عدد من المصلين خاصة خلال الأعياد، هذا ورحب اتحاد الجمعيات الاسلامية في كريتيل ببناء هذا المسجد، واعتبره كريم بنعيسى رئيس الاتحاد نجاحا مهما وقال لصحيفة لوموند على الرغم من وجود ثلاث قاعات للصلاة في المدينة إلا أنها لم تعد تكفي منذ ثمان سنوات، ففي عيد السنة الماضية تجمع 5000 شخص في قاعة للألعاب الرياضية. ورغم أن مسألة تمويل بناء المساجد في فرنسا تتسم بحساسية شديدة بحسب عمدة مدينة كريتيل ومليئة بالتناقضات، حيث نريد شفافية في التمويل ولا نريد أموال دول أجنبية وفي نفس الوقت لا نريد أن ندفع، إلا أن ذلك لم يمنع عدة بلديات فرنسية من الانخراط في عملية بناء المساجد بالتنسيق مع الهيئات الإسلامية وبخاصة المجلس الأعلى للديانة الإسلامية. بالموزاة مع ذلك استقبل المعهد الكاثوليكي بباريس يوم الجمعة الماضي الدفعة الثانية من الطلبة المسلمين الذين سيصبحون أئمة أو مسؤولين في جمعيات إسلامية، حيث يتلقون تكوينا سيحصلون بعده على دبلوم جامعي في الأديان،اللائكية، التلاقح الثقافي.