على إيقاع الدقة المراكشية استقبلت مدينة مراكش أول أمس قافلة صلة الرحم، القادمة من مدينة الدارالبيضاء والمتوجهة إلى الأقاليم الجنوبية، وكان من بين المستقبلين عمدة مدينة مراكش عمر الجزولي وبعض الوجوه السياسية بالمدينة. وكان ما ميز القافلة هو مشاركة أسرة محمد عبد العزيز المراكشي زعيم جبهة البوليساريو، التي مثلت جهة تادلة أزيلال ضمن 16 الأسرة المشاركة في القافلة. وكانت مناسبة وجه فيها والد زعيم الانقصاليين الشيخ الركيبي خليلي، الذي تجاوز الثمانين سنة، نداء إلى ابنه يأمره فيه بالعودة إلى وطنه والرجوع عن غييه. وكان بمعية الركيبي ابنه مصطفى وابنته فاطمتو وكلهم حماس لزيارة الأقاليم الجنوبية، حيث قالت فاطمتو ل «التجديد» والفرحة تظهر على محياها أنا سعيدة جداً بانضمامنا إلى قافلة صلة الرحم من أجل تأكيد أننا شعب واحد ومصير مشترك. ولم يتوقف الشيخ المقاوم في كل محطة من حديثنا معه عن التذكير بمعاني الصلح والحق، وكله رغبة قوية في أن يعود ابنه إلى صوابه، داعيا الله تعالى أن يوحد بين القلوب. دعاء ردده كثيرا وتمنى أن يتحقق على أرض الواقع قريباً. ويكتسي توجه الركيبي إلى الأقاليم الجنوبية، مسقط رأسه، أبعاد تمثلت في كونه غير راض عما يفعل ابنه، وقد بدا ذلك واضحاً من خلال تصريحه للجريدة قائلا: أنا غاضب على ابني ولا أوافقه على ما يفعل، وأدعوه إلى أن يعود إلى أرض الوطن حتى أقول إنه بالفعل ابني. دعوة الركيبي لابنه للعودة لم تكن دعوة والد لولده فحسب، بل نداء وطن بأكمله لابن عاق خذل أصله وموطنه، دعوة وجهها الركيبي وهو يقول إنه لم يعد يتذكر ملامح ابنه. وتمنى الشيخ المقاوم أن تزول البغضاء بين المسلمين وأن يتم الصلح تاليا قوله تعالى إنما المومنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون، داعيا الله ييسر عودة المغرر بهم إلى طريق الحق. وتحكي فاطمة إحدى المشاركات من مدينة وجدة عن الفرحة التي غمرتها حين أسر لها زوجها باختيارهم لتمثيل جهة وجدة في القافلة قائلة شعرت حينها بفرح شديد لأنني أرغب في معانقة أهالي الصحراء ومشاركتهم في كل شيء. العربي السهيلي من مدينة مكناس لم يذخر جهدا في شرح لراكبي قافلة صلة الرحم ما يزخر به المغرب من مآثر تاريخية ومعالم حضارية، هذا الرجل جاء من مدينة مكناس من أجل المشاركة في القافلة رفقة زوجته، فهو يعتبر أن مشاركته في القافلة جعلته يعيد شريط ذكرياته خلال المسيرة الخضراء معتبر أن المبادرة تؤدي إلى إحياء روح المواطنة قائلا: القافلة تحيي شعور حب الوطن وتنمي فينا روح البناء والإبداع وعن دافع مشاركتها في القافلة تقول السيدة لطيفة بلمقدم القادمة من مدينة الحسمية رفقة زوجها وابنها: شاركت في القافلة لأؤكد على أن الصحراء مغربية وستظل كذلك إضافة إلى شوقي الكبير لمعرفة ما تزخر به أقاليمنا الجنوية من تراث وعادات وتقاليد عريقة. لم تتخلف خديجة فصيح ممثلة مدينة فاس رفقة زوجها عن الموعد وشاركت في المسيرة الخضراء الصغيرة على حد تعبيرها، تقول خديجة :أتيت للمشاركة من أجل التأكيد لخصوم الوحدة الترابية أننا يد واحدة ومتمسكين ومتشبين بوحدتنا الترابية أما الطفلة آسية الزايدي فرغم صغر سنها تفهم مغزى هذه الزيارة فهي تتطلع للوصول إلى العائلة المستضيفة من أجل التعرف على العادات والتقاليد، وصلة الرحم مع أطفال الأقاليم الجنوبية وربط صداقات متينة معهم. وتنتظر الأسر التي قدمت من كل جهات المملكة أن تعانق أسر الأقاليم الجنوبية لتصل معها الرحم وتؤكد جميعا أن المغرب من طنجة الكويرة شعب واحد ومصير مشترك.